للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا؛ وكان قوم هود-على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام-أصحاب أوثان، يعبدونها من دون الله تعالى، وهم أول من عبد الأصنام بعد الطوفان. وقال ابن كثير: وكانت لهم أصنام ثلاثة: صدا، وصمودا، وهرا، وكانوا عربا جفاة، عتاة كافرين متمرّدين على الله، وكان هود عليه السّلام ينذرهم، ويحذّرهم عذاب الله، ويضرب لهم المثل بقوم نوح، ويذكرهم بنعم الله تعالى عليهم، ويبين لهم أنه لا يطلب على نصيحته أجرا منهم، ولا يبتغي جزاء، ولا شكورا، وكان ناس منهم قد عتوا عتوا كبيرا، فقد قاوموا دعوته، وسفّهوا رأيه، وعزموا الفتك به، ورمؤه بالسفه والجنون، واتهموه بأنّ آلهتهم قد أصابته بسوء، وأنّ ما يهذي به إنما هو بسبب مسّ الالهة له، كما حكى الله تعالى عنهم بقوله: {قالُوا يا هُودُ ما جِئْتَنا بِبَيِّنَةٍ..}. إلخ رقم [٥٣] وما بعدها من السورة المسماة باسمه. انتهى. النبوة والأنبياء للصابوني. هذا؛ وقد طلبوا تعجيل عذاب الله، وعقوبته في هذه الاية ونحوها استبعادا منهم وقوعه، كقوله تعالى جلّت عظمته في سورة (الشورى) رقم [١٨]: {يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها..}. إلخ. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {قالُوا:} ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق. {أَجِئْتَنا:}

الهمزة: حرف استفهام إنكاري. (جئتنا): فعل، وفاعل، ومفعول به. {لِتَأْفِكَنا:} فعل مضارع منصوب ب‍: «أن» مضمرة بعد لام التعليل، والفاعل مستتر تقديره: «أنت»، و (نا): مفعول به، و «أن» المضمرة، والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالُوا..}. إلخ مستأنفة لا محلّ لها. {عَنْ آلِهَتِنا:} متعلقان بالفعل (جاء)، و (نا) في محل جر بالإضافة.

{فَأْتِنا:} الفاء: هي الفصيحة. (ائتنا): فعل أمر مبني على حذف حرف العلة من آخره، وهو الياء، والكسرة قبلها دليل عليها، والفاعل مستتر تقديره: «أنت»، و (نا): مفعول به، والجملة الفعلية لا محلّ لها؛ لأنها جواب شرط يقدر ب‍: «إذا». هذا؛ وبعضهم يجيز عطف الإنشاء على الخبر، وابن هشام يعتبرها في مثل ذلك للسببية المحضة، وعلى جميع الاعتبارات فالجملة في محل نصب مقول القول. {بِما:} متعلقان بما قبلهما، و (ما): اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء. {تَعِدُنا:} فعل مضارع، والفاعل مستتر، تقديره: «أنت»، و (نا): مفعول به، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها، والعائد محذوف، التقدير: بالذي تعدنا به، أو إياه. {إِنْ:} حرف شرط جازم. {كُنْتَ:} فعل ماض ناقص مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، والتاء اسمه. {مِنَ الصّادِقِينَ:} متعلقان بمحذوف خبره، والجملة الفعلية لا محلّ لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي، وجواب الشرط محذوف لدلالة ما قبله عليه، والكلام في محل نصب مقول القول.

<<  <  ج: ص:  >  >>