للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلاة، وألف سلام: {فَذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَماذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ} الاية رقم [٣٢] وقال تعالى في سورة (الأنعام) رقم [١٥٣]: {وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}. وقال الشاعر الحكيم: [البسيط] الطّرق شتّى وطرق الحقّ مفردة... والسالكون طريق الحقّ أفراد

لا يعرفون ولا تدرى مقاصدهم... فهم على مهل يمشون قصّاد

والناس في غفلة عمّا يراد بهم... فجلّهم عن سبيل الحقّ رقاد

الإعراب: {فَلَوْلا:} الفاء: حرف استئناف. (لولا): حرف تحضيض. {نَصَرَهُمُ:} فعل ماض، والهاء مفعول به. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل، وجملة:

{اِتَّخَذُوا..}. إلخ، صلة الموصول، لا محلّ لها. {مِنْ دُونِ:} متعلقان بمحذوف حال من:

{قُرْباناً،} كان صفة له، فلما قدم عليه صار حالا على القاعدة. انظر الاية رقم [٦]. و {دُونِ} مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه. هذا؛ ومفعول {اِتَّخَذُوا} الأول العائد إلى الموصول محذوف، والثاني آلهة، و {قُرْباناً} حال من الأول، والتقدير: اتخذوهم قربانا من دون الله آلهة، ولا يصح أن يكون: {قُرْباناً} مفعولا ثانيا، و {آلِهَةً} بدلا منه لفساد المعنى. انتهى. كشاف. قال ابن هشام: ووجه فساده: أنهم ذمّوا على اتخاذهم قربانا من دون الله، اقتضى مفهومه الحث على أن يتخذوا الله سبحانه قربانا، كما أنك إذا قلت: أتتخذ فلانا معلما دوني؟ كنت آمرا له أن يتخذك معلما له دونه، والله تعالى يتقرب إليه بغيره، ولا يتقرب به إلى غيره سبحانه. انتهى.

هذا؛ وقال سليمان الجمل: عبارة السمين قوله: {قُرْباناً آلِهَةً} فيه أوجه: أوجهها: أنّ المفعول الأول ل‍: {اِتَّخَذُوا} محذوف، هو عائد الموصول، و {قُرْباناً} نصب على الحال، و {آلِهَةً} هو المفعول الثاني للاتخاذ، والتقدير: فهلاّ نصرهم الذين اتخذوهم متقربا بهم آلهة.

الثاني: أن المفعول الأول محذوف أيضا، كما تقدم تقديره، و {قُرْباناً} مفعول ثان، و {آلِهَةً} بدل منه. وإليه نحا ابن عطية، والحوفي، وأبو البقاء. الثالث: أنّ {قُرْباناً} مفعول من أجله.

وعزاه الشيخ للحوفي. قلت: وإليه ذهب أبو البقاء أيضا، وعلى هذا ف‍: {آلِهَةً} مفعول ثان، والأول محذوف، كما تقدم. هذا؛ والكلام: {فَلَوْلا نَصَرَهُمُ..}. إلخ، مستأنف، لا محل له.

{بَلْ:} حرف عطف، وإضراب. {ضَلُّوا:} فعل ماض، والواو فاعله. {عَنْهُمْ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، أو هي مستأنفة، لا محل لها. {وَذلِكَ:} الواو: حرف استئناف. (ذلك): اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب، لا محلّ له. {إِفْكُهُمْ:} خبر المبتدأ، والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لفاعله، وعلى اعتباره فعلا ماضيا؛ ففاعله يعود إلى اسم

<<  <  ج: ص:  >  >>