للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المنادى. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محلّ رفع بدلا من (أيّ) أو عطف بيان عليه. {آمَنُوا:} فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية مع المتعلّق المحذوف صلة الموصول، لا محلّ لها؛ {أَنْفِقُوا:} فعل أمر مبني على حذف النون، والواو: فاعله، والجملة فعلية لا محل لها؛ لأنّها ابتدائية كالجملة الندائية قبلها.

{مِمّا:} جار ومجرور متعلّقان بمحذوف صفة لمفعول به محذوف، التّقدير: أنفقوا شيئا كائنا ممّا... إلخ، أو هما متعلقان بالفعل قبلهما على أنّهما مفعول به؛ لأنّ (من) للتبعيض، و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة. {رَزَقْناكُمْ:} فعل ماض، وفاعله، ومفعوله، والجملة الفعلية صلة (ما)، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: أنفقوا من الذي، أو من شيء رزقناكموه. {مِنْ قَبْلِ:} متعلقان بالفعل {أَنْفِقُوا} أيضا. {أَنْ يَأْتِيَ:} فعل مضارع منصوب ب‍ {أَنْ} والمصدر المؤول منهما في محل جر بإضافة {قَبْلِ} إليه. {يَوْمٌ:} فاعل {يَأْتِيَ}.

{لا:} نافية حجازية تعمل عمل «ليس». {بَيْعٌ:} اسم {لا}. {فِيهِ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر {لا}. {لا:} صلة في الموضعين، و {خُلَّةٌ} و {شَفاعَةٌ:} معطوفان على {بَيْعٌ} عطف مفرد على مفرد، وإن اعتبرت ({لا}) عاملة فيهما، فخبرها محذوف في الموضعين لدلالة خبر الأولى عليه. هذا؛ وإن اعتبرت ({لا}) مهملة لا محل لها ف‍: {بَيْعٌ} يكون مبتدأ، خبره: الجار والمجرور: {فِيهِ،} ويجوز فيهما بعده الوجهان اللّذان ذكرتهما في حال عمل ({لا}) عمل «ليس» وهما عطف {خُلَّةٌ} و {شَفاعَةٌ} عطف مفرد على مفرد، أو هما مبتدءان، وخبرهما محذوف لدلالة خبر الأول عليه، كما أجيز إعمال ({لا}) فيهما عمل «ليس» فهذه ثلاثة أوجه في {خُلَّةٌ} و {شَفاعَةٌ} على رفع بيع، ومثل الآية الكريمة قول عبيد بن حصين الرّاعي النّميري، وهو الشّاهد رقم [٣٠١] من كتابنا: «فتح رب البريّة»: [البسيط]

وما هجرتك حتّى قلت معلنة... لا ناقة لي في هذا، ولا جمل

هذا؛ وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو الأسماء الثلاثة بالفتح من غير تنوين، وخرجت هذه القراءة على إعمال {لا} الأولى عمل «إنّ». و {بَيْعٌ:} اسمها مبني على الفتح في محل نصب، و {فِيهِ} متعلقين بمحذوف خبرها، والواو حرف عطف، و {لا:} صلة لتأكيد النفي في الموضعين، و {خُلَّةٌ} و {شَفاعَةٌ:} معطوفان على بيع، ويجوز اعتبار {لا} عاملة في الثلاثة، والجار والمجرور: {فِيهِ} متعلقان بمحذوف خبر الأولى، وخبر الثانية والثالثة محذوفان؛ لدلالة خبر الأولى عليهما. هذا؛ ويجوز في غير القرآن: لا بيع فيه ولا خلّة؛ ببناء الأول على الفتح، ورفع الثاني، وشواهده في كتب النّحو قول الشّاعر، وهو الشاهد رقم [٣٠٢] من كتابنا فتح رب البريّة: [الكامل]

هذا-لعمركم-الصّغار بعينه... لا أمّ لي، إن كان ذاك ولا أب

<<  <  ج: ص:  >  >>