للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأضيف المنعوت إلى النعت. {وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ:} طوالا. وقيل: مستويات. وقال عبد الله بن شداد: بسوقها: استقامتها في الطول، يقال: بسق النخل بسوقا: إذا طال. قال الشاعر: [الوافر] لنا خمر، وليست خمر كرم... ولكن من نتاج الباسقات

كرام في السّماء ذهبن طولا... وفات ثمارها أيدي الجناة

وقرئ: «(باصقات)» بالصاد لأجل القاف، قال قطبة بن مالك-رضي الله عنه-: صليت وصلى بنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقرأ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} حتى قرأ: {وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ} قال: فجعلت أرددها، ولا أدري ما قال، إلا أنه لا يجوز إبدال الصاد من السين لأجل القاف. أخرجه مسلم في صحيحه. ويجمع على بواسق أيضا. {لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ:} الطلع هو أول ما يخرج من ثمر النخل، وهو ما يكون منه وفيه التلقيح؛ حيث يؤخذ من طلع الذكر، ويوضع في طلع النخل الأنثى بعد شقه، ثم الربط عليهما. وقد أفردها الله جلّ ذكره بالذكر لفرط ارتفاعها، وكثرة منافعها؛ ولذلك شبه النبي صلّى الله عليه وسلّم المسلم بها. انظر ما ذكرته في الاية رقم [٢٤] من سورة (إبراهيم) على نبينا، وحبيبنا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام تجد ما يسرّك، ويثلج صدرك. {نَضِيدٌ:}

متراكب بعضه على بعض لكثرته، وتراكمه.

فائدة: عن علي-كرّم الله وجهه-قوله: (إذا اشتكى أحدكم شيئا، فليسأل امرأته ثلاثة دراهم من صداقها، ثم ليشتر به عسلا، فليشربه بماء السماء، فيجمع الله له هنيئا، ومريئا، وشفاء، ومباركا) أخذه-رضي الله عنه-من هذه الاية، ومن آية النساء رقم [٤] ومن آية (النحل) رقم [٦٩].

الإعراب: {وَنَزَّلْنا:} الواو: حرف عطف، أو حرف استئناف. (نزلنا): فعل، وفاعل. {مِنَ السَّماءِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من: {السَّماءِ،} كان صفة له، فلما قدّم عليه صار حالا... إلخ. {السَّماءِ:} مفعول به. {مُبارَكاً:} صفة له، والجملة الفعلية لا محلّ لها على الوجهين المعتبرين في الفاء. (أنبتنا): فعل، وفاعل. {بِهِ:} متعلقان به، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محلّ لها أيضا. {جَنّاتٍ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم. {وَحَبَّ:} معطوف على:

{جَنّاتٍ،} و (حب) مضاف، و (الحصيد): مضاف إليه، وانظر الشرح. {وَالنَّخْلَ:} الواو: حرف عطف. (النخل): معطوف على ما قبله. {باسِقاتٍ:} حال من (النخل) منصوب... إلخ.

{لَها:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {طَلْعٌ:} مبتدأ مؤخر. {نَضِيدٌ:} صفة:

{طَلْعٌ،} والجملة الاسمية في محل نصب حال من: (النخل الباسقات) بطريق الترادف، أو من الضمير في {باسِقاتٍ} على التداخل. هذا؛ ويجوز اعتبار الجار والمجرور: {لَها} متعلقين بمحذوف حال من: (النخل)، و {طَلْعٌ} مرتفع به على الفاعلية؛ أي: بمتعلقهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>