للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا؛ والتوكل: تفويض الإنسان الأمر إلى من يملك أمره، ويقدر على نفعه، وضره.

وقالوا: المتوكل من إن دهمه أمر؛ لم يحاول دفعه عن نفسه بما هو معصية لله تعالى. فعلى هذا إذا وقع الإنسان في محنة، ثم سأل غيره خلاصه منها؛ لم يخرج عن حد التوكل؛ لأنه لم يحاول دفع ما نزل به عن نفسه بمعصية الله تعالى، وإنما هو من تعاطي الأسباب في دفع المحنة، وخذ ما يلي:

فعن عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «لو أنّكم تتوكّلون على الله حقّ توكّله لرزقكم كما يرزق الطّير تغدو خماصا، وتروح بطانا». أخرجه الترمذي، وانظر الاية رقم [٣] من سورة (الطلاق) تجد ما يسرك، ويثلج صدرك. هذا؛ والفرق بين التوكل، والتسليم، والتفويض، فيقال: التوكل أن تسكن إلى وعد الله تعالى، والتسليم أن تكتفي بعلم الله تعالى، والتفويض أن ترضى بحكم الله تعالى.

الإعراب: {إِنَّمَا:} كافة ومكفوفة. {النَّجْوى:} مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر. {مِنَ الشَّيْطانِ:} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة الاسمية تعليل للنهي لا محل لها. {لِيَحْزُنَ:} فعل مضارع منصوب ب‍: «أن» مضمرة بعد لام التعليل، والفاعل يعود إلى {الشَّيْطانِ،} و «أن» المضمرة والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر ثان. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به، وجملة: {آمَنُوا} مع المتعلق المحذوف صلة الموصول، لا محل لها. {وَلَيْسَ:}

(الواو): واو الحال. (ليس): فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره: «هو»، يعود إلى {الشَّيْطانِ}. {بِضارِّهِمْ:} (الباء): حرف جر صلة. (ضارهم): خبر (ليس) منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، وفاعله ضمير مستتر يعود إلى {الشَّيْطانِ،} والهاء في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله الأول.

{شَيْئاً:} مفعول به ثان وقيل: هو مفعول مطلق. وجملة (ليس...) إلخ في محل نصب حال من فاعل (يحزن) المستتر، والرابط: الواو، والضمير. {إِلاّ:} أداة حصر. {بِإِذْنِ:}

متعلقان بمحذوف حال مستثنى من عموم الأحوال، و (إذن) مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه من إضافة المصدر لفاعله.

{وَعَلَى:} (الواو): فيما أرى صلة. (على الله): متعلقان بالفعل بعدهما. {فَلْيَتَوَكَّلِ:}

(الفاء): حرف استئناف، أو هي الزائدة. (ليتوكل): فعل مضارع مجزوم بلام الأمر، وحرك بالكسرة لالتقاء الساكنين. {الْمُؤْمِنُونَ:} فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. هذا؛ وقد قال أبو البقاء في مثلها: دخلت الفاء لمعنى الشرط، والمعنى هنا إن تناج

<<  <  ج: ص:  >  >>