للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفعل، وما روي عن علي-رضي الله عنه-ضعيف؛ لأن الله تعالى قال: {فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا} وهذا يدل على أن أحدا لم يتصدق بشيء، والله أعلم. انتهى. قرطبي. وقيل: نسخت بفرضية الزكاة، ومعنى {أَأَشْفَقْتُمْ} ... إلخ: أي: أبخلتم بالإنفاق خشية الفقر؟، أو المعنى: أخفتم العيلة، والفقر، إن أنفقتم المال قبل مناجاة الرسول صلّى الله عليه وسلّم؟ {وَأَطِيعُوا اللهَ} أي: فيما أمر، وفيما نهى. {وَرَسُولَهُ:} كذلك فيما أمر، ورغب فيه، ونهى عنه من قول، أو فعل. {وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ:} محيط بأعمالكم:

صغيرها، وكبيرها، خيرها، وشرها. فيجازيكم بها بالخير خيرا، وبالسوء سوآ.

هذا؛ ومعنى (أقيموا الصلاة): أدوها على الوجه الأكمل، أدوها في أوقاتها، وحافظوا على طهارتها، وأتموا ركوعها، وسجودها، وخشوعها، ومن لم يؤدها على الوجه الأكمل، يقال عنه:

صلى، ولا يقال: أقام الصلاة. هذا؛ والصلاة في اللغة: الدعاء والتضرع، وهي في الشرع:

أقوال، وأفعال مخصوصة، مبتدأة بالتكبير، مختتمة بالتسليم، ولها شروط، وأركان، ومبطلات، ومكروهات، ومندوبات مذكورة في الفقه الإسلامي. والصلاة من العبد معناها: التضرع، والدعاء. ومن الملائكة على العبد، معناها: الاستغفار، وطلب الرحمة له. ومن الله على عباده معناها: الرحمة، وإنزال البركات، وقد جمعت الأنواع الثلاثة في قوله تعالى في سورة (الأحزاب) رقم [٥٦]: {إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} وأما الزكاة فهي في اللغة النماء والتطهير، وفي الشرع: اسم لمال مخصوص، يدفع لأشخاص معلومين مذكورين في الاية رقم [٦٠] من سورة (التوبة). وقد خص الله الصلاة، والزكاة بالذكر؛ لأن الصلاة أفضل العبادات البدنية، وشرعت لذكر الله، والزكاة أفضل العبادات المالية، وفرضت للفقير، ومجموعهما التعظيم لأمر الله، والشفقة على خلق الله. وانظر الصلاة التي تنهى صاحبها عن الفحشاء، والمنكر، والتي لا تنهاه في الاية رقم [٤٥] من سورة (العنكبوت).

هذا؛ ومن القرطبي: وفي حديث: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «من فرّق بين ثلاث؛ فرّق الله بينه وبين رحمته يوم القيامة، من قال: أطيع الله، ولا أطيع الرسول، والله يقول: {أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} ومن قال: أقيم الصلاة، ولا أوتي الزّكاة، والله تعالى يقول: {فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ} ومن فرّق بين شكر الله، وشكر والديه، والله عزّ وجل يقول: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ»}.

الإعراب: {أَأَشْفَقْتُمْ:} (الهمزة): حرف استفهام، وتقرير. (أشفقتم): فعل، وفاعل، والمفعول محذوف، التقدير: أأشفقتم؛ أي: أخفتم الفقر. {أَنْ تُقَدِّمُوا:} فعل مضارع منصوب ب‍: {أَنْ،} وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق، والمصدر المؤول في محل جر بحرف جر محذوف، التقدير: من تقديم، والجار والمجرور متعلقان بما قبلهما، وإن قلت: في محل نصب بنزع الخافض؛ فلست مفندا. {بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ} انظر الاية السابقة فالإعراب مثله. {صَدَقاتٍ:} مفعول به ل‍: {تُقَدِّمُوا} منصوب،

<<  <  ج: ص:  >  >>