يروحها العبد في سبيل الله، أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها». رواه البخاري، ومسلم، وغيرهما. وعن أبي أمامة-رضي الله عنه-: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إن صلاة المرابط تعدل خمسمئة صلاة، ونفقة الدينار والدرهم منه أفضل من سبعمئة دينار ينفقه في غيره». رواه البيهقي. وعن عثمان بن عفان-رضي الله عنه-. قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «حرس ليلة في سبيل الله، أفضل من ألف ليلة، يقام ليلها، ويصام نهارها». رواه الحاكم. وعن زيد بن خالد الجهني-رضي الله عنه-: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «من جهّز غازيا في سبيل الله؛ فقد غزا، ومن خلف غازيا في أهله بخير؛ فقد غزا». رواه البخاري ومسلم وغيرهما. هذا؛ وحبذا لو نوى المجند الجهاد في سبيل الله، فيكون كل عمله جهادا؛ حتى يسرح من جنديته.
عن ثوبان-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها». فقال قائل: من قلّة نحن يومئذ يا رسول الله؟! قال:«بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل! ولينزعنّ الله من صدور عدوّكم المهابة منكم! وليقذفنّ في قلوبكم الوهن!». قيل: وما الوهن يا رسول الله؟! قال:«حبّ الدنيا، وكراهية الموت». رواه أبو داود، وأحمد، وغيرهما. وعن عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما-. قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم بأذناب البقر، ورضيتم بالزّرع، وتركتم الجهاد في سبيل الله؛ سلّط الله عليكم ذلاّ، لا ينزعه عنكم؛ حتى ترجعوا إلى دينكم». رواه أبو داود.
وقد روي من طرق مختلفة: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال ذات يوم: «ما تعدّون الشهيد فيكم؟». قلنا يا رسول الله: من قتل في سبيل الله. قال:«إنّ شهداء أمتي إذا لقليل! من قتل في سبيل الله فهو شهيد، والمتردّي شهيد، والنفساء شهيد، والغريق شهيد، والسّلّ شهيد، والحريق شهيد، والغريب شهيد». وفي رواية أخرى:«والمبطون شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمطعون شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيد». ومعنى:«والمرأة تموت بجمع». أي: تموت وفي بطنها ولد. وقيل: التي تموت بكرا. وعن سعيد بن زيد-رضي الله عنه-قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد». رواه أبو داود، وغيره.
وعن أبي هريرة-رضي الله عنه-قال: جاء رجل إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يا رسول الله! أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال:«فلا تعطه مالك». قال: أرأيت إن قاتلني. قال:«قاتله».
قال: أرأيت إن قتلني. قال:«فأنت شهيد». قال: أرأيت إن قتلته. قال:«هو في النّار». رواه مسلم والنسائي.
الإعراب:{إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {اللهَ:} اسمها. {يُحِبُّ:} فعل مضارع، والفاعل يعود إلى الله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر {إِنَّ،} والجملة الاسمية مبتدأة، أو مستأنفة،