الجيم: الحديقة ذات الأشجار، وجمعها: جنات. {فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ:} انظر شرح: «صد يصد» في الاية رقم [١٦] من سورة (المجادلة).
والمراد ب:{سَبِيلِ اللهِ} دينه الذي ارتضاه الله لنفسه، وللمسلمين، كما صرح به في قوله جلت قدرته في سورة (المائدة) رقم [٣]: {وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً}. هذا؛ والسبيل: الطريق، يذكر، ويؤنث بلفظ واحد، فمن التذكير قوله تعالى:{وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً} رقم [١٤٦] من سورة (الأعراف). ومن التأنيث قوله تعالت حكمته:{قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ} رقم [١٠٨] من سورة (يوسف) على نبينا، وحبيبنا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام. والجمع على التأنيث: سبول، وعلى التذكير: سبل بضمتين، وقد تسكن الباء، كما في: رسل، وعسر، ويسر. قال عيسى بن عمر-رحمه الله تعالى-: كل اسم على ثلاثة أحرف، أوله مضموم، وأوسطه ساكن، فمن العرب من يخففه، ومنهم من يثقله، وذلك مثل: رحم، وحلم، وعسر، وأسد... إلخ، وانظر شرح (الإيمان) في الاية رقم [١٦] من سورة (المجادلة). {إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ} أي: بئست أعمالهم الخبيثة-من نفاقهم وأيمانهم الكاذبة، وصدهم الناس عن الإيمان بالله ورسوله-أعمالا. ويجوز في هذا الفعل أن يكون على بابه من التصرف، والتعدي، ومفعوله محذوف؛ أي: ساءهم الذي كانوا يعملونه، أو عملهم، وأن يكون جاريا مجرى: بئس، فيحول إلى فعل بضم العين، ويمتنع تصرفه، ويصير للذم، ويكون المخصوص بالذم محذوفا.
الإعراب:{اِتَّخَذُوا:} فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق.
{أَيْمانَهُمْ:} مفعول به أول، والهاء في محل جر بالإضافة. {جُنَّةً:} مفعول به ثان، والجملة الفعلية رأيت اعتبارها على وجه ضعيف جوابا ل:{إِذا،} والأقوى: أنها مستأنفة، وجملة:
{فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ} معطوفة عليها، على الوجهين المعتبرين فيها، وما تقدم ذكر بسورة (المجادلة) في الاية رقم [١٦].
{أَيْمانَهُمْ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمها. {ساءَ:} فعل ماض جامد لإنشاء الذم، وفاعله مستتر فيه وجوبا فسره التمييز، وهو {ما} فإنها نكرة موصوفة بمعنى: شيئا مبنية على السكون في محل نصب، والجملة الفعلية بعدها صفتها، والرابط محذوف، التقدير: ساء الشيء شيئا كانوا يعملونه. والمخصوص بالذم محذوف، التقدير: المذموم عملهم. وهذا الإعراب على اعتبار الفعل جامدا، وأما على اعتباره متصرفا؛ فمفعوله محذوف، التقدير: ساءهم، و {ما} تحتمل حينئذ الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل رفع فاعله، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير:
ساءهم الذي، أو شيء كانوا يعملونه، وعلى اعتبار {ما} مصدرية تؤول مع ما بعدها بمصدر في