للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا؛ والأفعال: نبّأ، وأنبأ، وخبّر، وأخبر، وحدّث تتعدى لاثنين: إلى الأول بنفسها، وإلى الثاني بحرف الجر، وقد يحذف الجار تخفيفا، وقد يحذف الأول للدلالة عليه. وقد جاءت الاستعمالات الثلاث في هذه الآية، فقوله تعالى: {فَلَمّا نَبَّأَتْ بِهِ} تعدّى لاثنين، حذف أولهما، والثاني مجرور بالباء، أي: نبّأت به غيرها، وقوله تعالى: {فَلَمّا نَبَّأَها بِهِ} ذكرهما، وقوله: {مَنْ أَنْبَأَكَ هذا} ذكرهما، وحذف الجار، فالأول تعدّى إلى مفعول صريح، وإلى الثاني بحرف الجر، والفعل الثاني مثله، والثالث تعدّى إلى مفعولين صريحين، وهذا إذا لم يدخل: (نبأ، وأنبأ) على المبتدأ والخبر جاز أن يكتفى فيهما بمفعول واحد، وبمفعولين، فإذا دخلا على المبتدأ والخبر تعدّى كل واحد منهما إلى ثلاثة مفاعيل، ولم يجز الاقتصار على الاثنين دون الثالث؛ لأن الثالث هو خبر المبتدأ في الأصل، فلا يقتصر دونه، كما لا يقتصر على المبتدأ دون الخبر، وانظر شرح (النبأ) في الآية رقم [٤] من سورة (القمر). ومثال دخول أحدهما على المبتدأ والخبر قولك: نبأت زيدا عمرا منطلقا. أو أنبأت زيدا عمرا مجتهدا، ففي المثالين يجب نصب ثلاثة مفاعيل. والله ولي التوفيق. ومن ذلك قول النابغة الذبياني-وهو الشاهد رقم [٢٠] من كتابنا:

«فتح رب البرية» إعراب شواهد جامع الدروس العربية-: [الكامل]

نبّئت زرعة، والسّفاهة كاسمها... يهدي إليّ غرائب الأشعار

وأيضا قوله-وهو الشاهد رقم [١٢] من الكتاب المذكور-: [البسيط]

نبّئت أنّ أبا قابوس أو عدني... ولا قرار على زأر من الأسد

وأيضا قول قيس بن الملوح-وهو الشاهد رقم [١١٨] من كتابنا: «فتح القريب المجيب» إعراب شواهد مغني اللبيب-: [الطويل]

ونبّئت ليلى أرسالات بشفاعة... إليّ فهلا نفس ليلى شفيعها

الإعراب: {وَإِذْ:} (الواو): حرف عطف. (إذ): ظرف لما مضى من الزمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بفعل محذوف، تقديره: اذكر وقت، أو هو مفعول به لهذا المحذوف. {أَسَرَّ:} ماض. {النَّبِيُّ:} فاعله، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة (إذ) إليها، والكلام معطوف على ما قبله، أو هو مستأنف لا محل له. {إِلى بَعْضِ:} متعلقان بما قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من {حَدِيثاً،} كان صفة له، فلما قدم عليه؛ صار حالا، و {بَعْضِ} مضاف، و {أَزْواجِهِ:} مضاف إليه، والهاء في محل جر بالإضافة. {حَدِيثاً:} مفعول به.

{فَلَمّا:} (الفاء): حرف استئناف. (لما): حرف وجود لوجود عند سيبويه، وبعضهم يقول:

حرف وجوب لوجوب، وهي عند ابن السراج، والفارسي، وابن جني، وجماعة ظرف زمان بمعنى: «حين» تتطلب جملتين مرتبطتين ببعضهما ارتباط فعل الشرط بجوابه، وصوب ابن هشام الأول، والمشهور الثاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>