للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنما هو لتحقق وقوعه. وقيل: تدعون من الدعوى، أي: تدعون: أن ما جاء به محمد صلّى الله عليه وسلّم باطل، وتدعون: أنكم لا تبعثون، ولا يوجد حساب، ولا عقاب، ولا ثواب، ولا جنة، ولا نار.

هذا؛ وأصل {تَدَّعُونَ} تدتعيون على وزن: يفتعلون، فأسكنت الياء؛ لأن الضم فيها ثقيل، وألقيت حركتها على العين، بعد أن أزيلت حركة العين، ثم حذفت الياء لسكونها وسكون الواو بعدها، فصار تدتعون، ثم قلبت التاء دالا، وأدغمت الدال في الدال، فصار: {تَدَّعُونَ} وقلبت التاء دالا، ولم تقلب الدال تاء؛ لأن الدال حرف مجهور، والتاء مهموسة، والمجهور أقوى في اللفظ من المهموس. انتهى مكي من سورة (يس).

الإعراب: {فَلَمّا:} (الفاء): حرف استئناف. (لمّا): حرف وجود لوجود عند سيبويه، وبعضهم يقول: حرف وجوب لوجوب، وهي عند ابن السراج، والفارسي، وابن جني، وجماعة ظرف زمان بمعنى «حين» تتطلب جملتين مرتبطتين ببعضهما ارتباط فعل الشرط بجوابه. وصوب ابن هشام الأول. والمشهور الثاني. {رَأَوْهُ:} فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف المحذوفة لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة، والواو فاعله، والهاء مفعول به. {زُلْفَةً:} حال من الضمير المنصوب. والجملة الفعلية في محل جر بإضافة (لمّا) إليها على اعتبارها ظرفا، ولا محل لها على اعتبار (لمّا) حرفا. {سِيئَتْ:} فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون، والتاء للتأنيث. {وُجُوهُ:} نائب فاعله، والجملة الفعلية جواب (لمّا)، لا محل لها، و (لمّا) ومدخولها كلام مستأنف، لا محل له، و {وُجُوهُ} مضاف، و {الَّذِينَ} اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالإضافة، وجملة: {كَفَرُوا} مع المتعلق المحذوف صلة الموصول، لا محل لها. {وَقِيلَ:} (الواو): حرف عطف. (قيل): فعل ماض مبني للمجهول. {هذَا:} (الهاء):

حرف تنبيه. (ذا): اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبره، والجملة الاسمية في محل رفع نائب فاعل (قيل). أفاده ابن هشام في مغنيه. وهذا يكون جاريا على القاعدة العامة: «يحذف الفاعل، ويقام المفعول به مقامه». وهذا لا غبار عليه، وقد ذكرت لك مرارا أن بعضهم يعتبر نائب الفاعل ضميرا مستترا تقديره: «هو»، يعود إلى المصدر المفهوم من الفعل، أو هو محذوف، يدل عليه المقام، أي:

وقيل قول، وبعضهم يعتبر الجار والمجرور (لهم) المذكور، أو المقدر كما هنا في محل رفع نائب فاعل. والمعتمد الأول، وأيده ابن هشام في المغني؛ حيث قال: إن الجملة التي يراد بها لفظها، يحكم لها بحكم المفردات، ولهذا تقع مبتدأ، نحو: «لا حول، ولا قوة إلا بالله: كنز من كنوز الجنّة» ونحو: «زعموا: مطية الكذب» وجملة: {وَقِيلَ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. {كُنْتُمْ:} فعل ماض ناقص مبني على السكون، والتاء اسمه. {بِهِ:} جار ومجرور متعلقان بما بعدهما، وجملة: «تدعون به» في محل نصب خبر (كان)، وجملة: {كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ} صلة الموصول، لا محل لها.

<<  <  ج: ص:  >  >>