يوم القيامة. فواو الجماعة عائدة على المؤمنين، والضمير المنصوب على الكافرين. وقيل: إنه يبصر المظلوم ظالمه، والمقتول قاتله. وقيل: يعرف الحميم حميمه، ومع ذلك لا يسأله عن حاله لشغله بنفسه.
{يَوَدُّ الْمُجْرِمُ:} يتمنى الكافر. {لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ} أي: يتمنى أن يفدي نفسه من عذاب الله يوم القيامة بأعز الناس عليه، من بنيه. {وَصاحِبَتِهِ:} زوجته. {وَفَصِيلَتِهِ:}
عشيرته. {الَّتِي تُؤْوِيهِ:} تنصره، وتعينه، وتساعده في الدنيا؛ وهو ينتسب إليها. {وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً:} يتمنى: أنه لو ملك هؤلاء، وكانوا تحت يده، ثم إنه يفتدي بهم جميعا. جاء بالعموم بعد الخصوص؛ لبيان هول الموقف. {ثُمَّ يُنْجِيهِ} أي: ذلك الفداء من عذاب الله تعالى يوم القيامة، وهيهات أن ينجيه! هذا؛ وهذه الآيات مثل قوله تعالى في سورة (لقمان) رقم [٣٣]:
هذا؛ والمراد ب:{الْمُجْرِمُ} هنا: الكافر، وكثيرا ما يعبر القرآن الكريم عن الكافرين بالظالمين، والمعتدين، والفاسقين، والمسرفين، ونحو ذلك، ويتهددهم بالعذاب الأليم، والعقاب الشديد، وإننا نجد الكثير من المسلمين يتصفون بهذه الصفات؛ فهل يوجه إليهم هذا التهديد، وهذا الوعيد؟ الحق أقول: نعم يوجه إليهم ما ذكر، وهم أحق بذلك، ولا سيما من قرأ القرآن منهم، واطلع على أحوال الأمم السابقة، وما جرى لهم مع رسلهم، وكيف نكل الله بهم، وجعلهم عبرة للمعتبرين، وما يتذكر إلا أولو الألباب.
هذا؛ وطبقات الناس عند العرب سبع: وهي: الشعب، والقبيلة، والعمارة، والبطن، والفخذ، والفصيلة، والعشيرة. فالشعب يجمع القبائل، والقبيلة تجمع العمائر، والعمارة تجمع البطون، والبطن تجمع الأفخاذ، والفخذ تجمع الفصائل، والفصيلة تجمع العشائر، وليس بعد العشيرة شيء يوصف عند العرب، واستحدث اسم الأسرة، والعائلة لما يشمل الزوج، والزوجة وأولادهما الذين يعيشون في دار واحدة. وقد نظم بعض الأدباء طبقات العرب بقوله:[الخفيف]
اقصد الشّعب فهو أكثر حيّ... عددا في الحواء ثمّ القبيله
ثمّ تتلوها العمارة ثمّ ال... بطن والفخذ بعدها والفصيله
ثمّ من بعدها العشيرة لكن... هي في جنب ما ذكرنا قليله