من كان يخاف الناس شره في الدنيا، فأوثقوا بالحديد، ثم أمر بهم إلى جهنم، ثم أوصدوها عليهم؛ أي: أطبقوها. قال: فلا والله لا تستقر أقدامهم على قرار أبدا! ولا والله لا ينظرون فيها إلى أديم سماء أبدا، ولا تلتقي جفون أعينهم على غمض نوم أبدا. ولا والله لا يذوقون فيها بارد شراب أبدا! انتهى. مختصر ابن كثير. هذا؛ ويقرأ (مؤصدة) بهمز. وبدونه «(موصدة)» وهما لغتان، يقال: أصدت الباب، وأوصدته: إذا أغلقته، وأطبقته. وقيل: معنى المهموز: المطبقة، ومعنى غير المهموز: المغلقة. انتهى. خطيب. وفي السمين: والظاهر: أن القراءتين من مادتين: الأولى من: أصد يؤصد، كأكرم، يكرم. والثانية من: أوصد، يوصد كأوصل يوصل.
انتهى. جمل.
الإعراب:{وَالَّذِينَ:} الواو: حرف عطف. (الذين): اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {كَفَرُوا:} فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق. هذا هو الإعراب المتعارف عليه في مثل هذه الكلمة، والإعراب الحقيقي أن تقول: مبني على فتح مقدر على آخره، منع من ظهوره اشتغال المحل بالضم الذي جيء به لمناسبة واو الجماعة. والجملة الفعلية مع المتعلق المحذوف صلة الموصول، لا محل لها. {بِآياتِنا:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، و (نا): في محل جر بالإضافة. {هُمْ:} ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {أَصْحابُ:} خبر المبتدأ، وهو مضاف، و {الْمَشْأَمَةِ} مضاف إليه، والجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية:{وَالَّذِينَ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، لا محل لها، أو هي مستأنفة، لا محل لها أيضا.
صفة {نارٌ،} والجملة الاسمية في محل رفع خبر ثان، أو هي مستأنفة، لا محل لها، ويجوز اعتبار الجار، والمجرور متعلقين بمحذوف خبر المبتدأ، و {نارٌ} فاعل به، وهو الأحسن.
تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم، وصلّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
انتهت سورة (البلد) بعون الله وتوفيقه شرحا وإعرابا.