للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في سورة (الرّعد) له: {إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ}. هذا؛ و {الْبَلاغُ} مصدر ل‍: بلغ بتخفيف اللام، واسم مصدر ل‍: بلّغ بتشديد اللام، مثل: عذاب، وسلام... إلخ. هذا؛ واختلف علماء الناسخ والمنسوخ في هذه الآية، فذهبت طائفة إلى أنها محكمة، والمراد بها تسلية النبي صلّى الله عليه وسلّم؛ لأنّه كان يحرص على إيمانهم، ويتألم لتركهم الإجابة، وذهبت طائفة إلى أنّها منسوخة بآية السيف؛ لأن المراد بها الاقتصار على التبليغ، وهذا منسوخ بآية السّيف المذكورة في سورة الحجّ، وهي قوله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا}.

{وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ} أي: عليم، وخبير بأحوال العباد، فيهدي من يستحقّ الهداية، ويضل من يستحقّ الإضلال، وله الحجّة البالغة، والحكمة التامّة، والقدر النّافذ، والحكم الصائب.

والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {فَإِنْ:} الفاء: حرف استئناف. (إن): حرف شرط جازم. {حَاجُّوكَ:} فعل ماض مبني على الضم في محل جزم فعل الشرط، والواو فاعله، والكاف مفعوله، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي. {فَقُلْ:} الفاء: واقعة في جواب الشرط. (قل): فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره: أنت. {أَسْلَمْتُ:} فعل، وفاعل. {وَجْهِيَ:}

مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء في محل جر بالإضافة. {لِلّهِ:} متعلقان بالفعل: {أَسْلَمْتُ} والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول، وجملة: (قل...) إلخ في محل جزم جواب الشرط، و (إن) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له. {وَمَنِ:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع معطوف على تاء الفاعل، وجاز ذلك للفصل بينها بالمفعول به، وقيل: هو في محل نصب مفعول معه. {اِتَّبَعَنِ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى ({مَنِ}) وهو العائد، والنون للوقاية، وياء المتكلم المحذوفة في محل نصب مفعول به. وقد قرأ بعضهم: («اتبعني») بإثبات الياء. والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها. هذا؛ وحذف ياء المتكلم من آخر الفعل كثير، ولا سيما في رءوس الآيات، مثل قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ}. هذا؛ وأجاز مكي اعتبار ({مَنِ}) مبتدأ، والخبر محذوف، تقديره: ومن اتبعن أسلم وجهه لله، كما أجاز عطفه على: ({اللهُ}).

{وَقُلْ:} فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره: أنت. {لِلَّذِينَ:} متعلقان به. {أُوتُوا الْكِتابَ:} انظر الآية السابقة. والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها. {وَالْأُمِّيِّينَ} معطوف على ({الَّذِينَ}) مجرور مثله، وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. {أَأَسْلَمْتُمْ:} الهمزة: حرف استفهام بمعنى الأمر. ({أَسْلَمْتُمْ}): فعل، وفاعل، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول. وجملة: {فَقُلْ} إلخ معطوفة على ما قبلها. فهي في محل جزم مثلها، ولا يصعب عليكم بعد هذا إعراب: {فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا}.

<<  <  ج: ص:  >  >>