للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المضارع في تأويل مصدر في محل رفع خبر المبتدأ، التقدير: آيتك عدم تكليمك الناس، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها.

{النّاسَ:} مفعول به. {ثَلاثَةَ:} ظرف زمان متعلق بما قبله، و {ثَلاثَةَ:} مضاف، و {أَيّامٍ} مضاف إليه. {أَلاّ:} أداة استثناء. {رَمْزاً:} مستثنى ب‍ {أَلاّ} وانظر الشرح.

{وَاذْكُرْ} الواو: حرف عطف. ({اُذْكُرْ}): فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره: أنت، والجملة الفعلية معطوفة على جملة محذوفة، التقدير: فاشكر، واذكر، والفاء هي الفصيحة؛ لأنّها تفصح عن شرط مقدر، التقدير: وإذا حصل منك عدم القدرة على الكلام؛ فاشكر، واذكر. وهذا الكلام كلّه في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. {رَبَّكَ:}

مفعول به، والكاف في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه.

{كَثِيراً:} صفة مفعول مطلق محذوف، التقدير: اذكر ربك ذكرا كثيرا. وبعضهم يعربه: نائب مفعول مطلق. {وَسَبِّحْ:} فعل أمر، وفاعله تقديره: أنت، ومفعوله محذوف، التقدير: سبح ربك، والجملة معطوفة على ما قبلها. {بِالْعَشِيِّ:} متعلقان بما قبلهما. {وَالْإِبْكارِ:} معطوف على ما قبله.

خاتمة: ولد يحيى، عليه السّلام، وتولاّه ربّه بعنايته، ورعاه برعايته، وحفظه من المعاصي، والسّيئات، وكمّله، وجمّله بأحسن الصفات، وكريم الأخلاق والعادات، وقد فاق قومه في عبادة، وطاعة ربّ الأرض، والسموات، وقد برع في الشريعة الموسوية، وصار مرجعا مهمّا لكل من يستفتي في أحكامها، وكان أحد حكام البلاد الشّامية في عهده. يقال له:

هيرودس، وكانت له بنت أخ، يقال لها: هيروديا بارعة الجمال، أراد عمّها أن يتزوّجها، وكانت البنت، وأمّها تريدان ذلك، غير أنّ يحيى عليه السّلام لم يرض عن هذا الزواج، ولم يوافق عليه؛ لأنّه محرّم في التوراة، فانتهزت أمّ الفتاة إخراج بنتها إلى عمّها في زينتها، فرقصت أمامه، فسرّ منها، وطلب إليها أن تقول ما تتمنّاه؛ ليعمله لها، وكانت أمّها قد لقّنتها أن تطلب رأس يحيى بن زكريا في هذا الطّبق إذا سألها عمّها أن تقول ما تتمنّاه، فقال: ويحك سليني غير هذا.

قالت: لا أسألك غيره، فلمّا أبت عليه؛ بعث إليه، فأتي برأسه في الطبق، والرأس يتكلّم؛ حتى وضع بين يديه، وهو يقول: لا تحلّ لك، فلمّا أصبح إذا دمه يغلي، ويفور، فأمر بتراب، فألقي عليه، فارتفع الدّم فوقه، فلم يزل يغلي، ويفور؛ حتى جاء بختنصر، كما عرفته.

فلمّا سمع زكريا عليه السّلام أن ابنه يحيى قد قتل؛ انطلق هاربا في الأرض؛ حتّى دخل بستانا عند بيت المقدس فيه الأشجار، فنادته شجرة: يا نبي الله! إلى هنا، فلمّا أتاها؛ انفتقت له الشّجرة، ودخل في وسطها، فانضمّت عليه، فأخذ إبليس-أخزاه الله-بطرف ردائه، فأخرجه من شقّها، وأخذ الملك، وأعوانه يبحثون عن زكريا، عليه السّلام؛ حتّى أتوا البستان، فدلّهم إبليس

<<  <  ج: ص:  >  >>