للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتقول: ذقت ما عند فلان؛ أي: اختبرته. وذقت القوس: إذا جذبت، وترها لتنظر ما شدّتها؟ وأذاقه الله وبال أمره؛ أي: عقوبة كفره، ومعاصيه. قال طفيل بن سعد الغنوي: [الطويل]

فذوقوا كما ذقنا غداة محجّر... من الغيظ في أكبادنا والتّحوب

وتذوّقته؛ أي: شيئا، فشيئا. وأمر مستذاق، أي: مجرب معلوم. قال الشاعر: [الوافر]

وعهد الغانيات كعهد قين... دنت عند الجعائل مستذاق

وأصل الذوق بالفم، وذوقوا في كثير من الآيات للإهانة، وفيه استعارة تبعيّة تخيليّة. وذكر العذاب في كثير من الآيات استعارة مكنية، حيث شبّه العذاب بشيء يدرك بحاسة الأكل، وشبّه الذوق بصورة ما يذاق، وأثبت للذوق تخيلا.

الإعراب: {يَوْمَ:} ظرف زمان متعلق ب‍ {عَظِيمٌ} في الآية السّابقة، أو مفعول به لفعل محذوف، تقديره: اذكروا اليوم. وقيل: متعلق بالخبر المحذوف الذي تعلق به: {لَهُمْ}.

{تَبْيَضُّ وُجُوهٌ:} مضارع، وفاعله، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {يَوْمَ} إليها، وجملة:

{وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} معطوفة عليها، فهي في محل جر مثلها. {فَأَمَّا:} الفاء: حرف استئناف، وتفريع. (أمّا): انظر الآية رقم [٥٦]. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {اِسْوَدَّتْ:} فعل ماض، والتاء للتأنيث. {وُجُوهُهُمْ:} فاعله، والهاء في محلّ جرّ بالإضافة، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محلّ لها. {أَكَفَرْتُمْ:} الهمزة: حرف استفهام، وإنكار، وتوبيخ، ({كَفَرْتُمْ}): فعل، وفاعل. {بَعْدَ:} ظرف زمان متعلّق بما قبله، وهو مضاف، و {إِيمانِكُمْ} مضاف إليه، والكاف في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول لقول محذوف، التقدير: فيقال لهم: أكفرتم... إلخ، والفاء واقعة في جواب (أمّا)، والجملة الفعلية في محل رفع المبتدأ، وهي في الوقت نفسه جواب (أمّا) وهي ومدخولها كلام مفرع عما قبله لا محلّ له. {فَذُوقُوا..}. إلخ: الفاء: هي الفصيحة؛ لأنها تفصح عن شرط مقدر. (ذوقوا): فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق. {الْعَذابَ:} مفعول به. {بِما:} الباء: حرف جر. (ما): مصدرية. {كُنْتُمْ:} فعل ماض ناقص مبني على السكون، والتاء اسمه، وجملة: {تَكْفُرُونَ} في محل نصب خبر (كان)، و (ما) المصدرية، والفعل بعدها في تأويل مصدر في محل جر بالباء، والجار والمجرور متعلّقان بالفعل: (ذوقوا) أو بمحذوف حال من: {الْعَذابَ:} واعتبار (ما) موصولة فيه ضعف ظاهر، وجملة: (ذوقوا...) إلخ لا محل لها؛ لأنها جواب لشرط محذوف، التقدير: إذا كان ما ذكر من كفركم حاصلا؛ فذوقوا. والجملة الشرطية هذه معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مقول القول.

<<  <  ج: ص:  >  >>