للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن أبي هريرة-رضي الله عنه-عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «السّخيّ قريب من الله، قريب من الجنّة، قريب من النّاس، بعيد من النّار، والبخيل بعيد من الله، بعيد من الجنّة، بعيد من النّاس، قريب من النّار، ولجاهل سخيّ أحبّ إلى الله من عابد بخيل». رواه الترمذيّ.

وعنه-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إذا كان أمراؤكم خياركم، وأغنياؤكم سمحاءكم، وأموركم شورى بينكم؛ فظهر الأرض خير لكم من بطنها، وإذا كانت أمراؤكم شراركم، وأغنياؤكم بخلاءكم، وأموركم إلى نسائكم؛ فبطن الأرض خير لكم من ظهرها». رواه الترمذي.

وعن عمر-رضي الله عنه-قال: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إن الله تبارك وتعالى بعث حبيبي جبريل-عليه السّلام-إلى إبراهيم، عليه السّلام، فقال له: يا إبراهيم! إنّي لا أتّخذك خليلا على أنّك أعبد عباد لي، ولكن اطّلعت على قلوب المؤمنين، فلم أجد قلبا أسخى من قلبك». أخرجه الطّبراني، وغيره وانظر الآية رقم [٣٧]: من سورة (النساء) تجد ما يسرك.

الإعراب: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ:} انظر إعراب مثل هذا الكلام في الآية رقم [١٧٨]:

{بِما:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة، فهي مبنيّة على السكون في محل جرّ بالباء. {آتاهُمُ:} فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر، والهاء مفعول به أوّل. {اللهُ:} فاعله، والجملة الفعلية صلة (ما) أو صفتها، والعائد، أو الرابط، وهو المفعول الثاني محذوف، التقدير: يبخلون بالذي، أو: بشيء آتاهم الله إيّاه.

{مِنْ فَضْلِهِ:} متعلقان بمحذوف حال من المفعول المحذوف، والمفعول الأول ل‍: {يَحْسَبَنَّ} محذوف، التقدير: ولا يحسبن الذين يبخلون بخلهم... والهاء في محل جر بالإضافة، ودلّ على المحذوف: {يَبْخَلُونَ}.

وقال أبو البقاء رحمه الله تعالى: وفي المفعول الأوّل وجهان: أحدهما: {هُوَ} ضمير البخل الذي دل عليه: {يَبْخَلُونَ}. الثاني: محذوف، تقديره: البخل، و {هُوَ} على هذا فصل، والمفعول الثاني {خَيْراً}. {لَهُمْ:} جار ومجرور متعلقان ب‍ {خَيْراً} هذا، وعلى قراءة الفعل:

(«تحسبن») بالتاء، فالفاعل ضمير مستتر تقديره: «أنت»، المراد به النبي صلّى الله عليه وسلّم، أو كلّ مخاطب، والمفعول الأول محذوف قام مقامه: {الَّذِينَ} بعد حذفه، التقدير: ولا تحسبن بخل الذين يبخلون، أي: فحذف المضاف، وأقيم المضاف إليه مقامه. قال الزجّاج: هو مثل: {وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ} و {خَيْراً} هو المفعول الثاني.

{بَلْ:} حرف إضراب، وانتقال، تبتدأ بعده الجمل، والجملة الاسمية: {هُوَ شَرٌّ لَهُمْ} مستأنفة لا محل لها. {سَيُطَوَّقُونَ:} السين: مفيدة للتوكيد، وإن كانت في الأصل للاستقبال، (يطوقون): فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون... إلخ، والواو نائب

<<  <  ج: ص:  >  >>