للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نفخ فيه من روحه، فآدم لم يخلق من أبوين، إنّما نموذجا فردا، كما صرّحت الآيات القرآنية بذلك، وقد صرحت أيضا أنّه أبو البشر. قال تعالى في أول سورة (النّساء): {يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ..}. إلخ، وقال تعالى في سورة (الأعراف) رقم [١٨٩]: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها..}. إلخ، وقال في ثلاث آيات من سورة (الأعراف) أيضا: {يا بَنِي آدَمَ،} وفي حديث الشّفاعة المرويّ في الصّحيحين: «أن الناس يأتون لآدم فيقولون له: يا آدم أنت أبو البشر...».

هذا وما قاله داروين من أنّ أصل البشر بدأ بجرثومة صغيرة ظهرت على سطح الماء، ثم تحولت إلى حيوان صغير، ثم تدرّج هذا الحيوان فأصبح ضفدعا، فسمكة، فقردا، ثمّ ترقى هذا القرد، وتمدّن، فصار إنسانا، فالإنسان بنظره قرد متمدّن. وهذه النّظرية تناقض المنقول، والمعقول، والواقع، فليكن داروين وأتباعه المقتنعون بنظريته المتحمّسون لها القردة، وأولاد القردة، أما نحن المؤمنون بالقرآن، والمصدّقون بما جاءت به الرّسل الكرام؛ فلا نرضى إلا أن نكون من نسل آدم عليه السّلام، قال تعالى في سورة (الإسراء) رقم [٧٠]: {وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ..}. إلخ، وقال تعالى في سورة (التّين) رقم [٤]: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ،} وإذا كانت نظرية داروين صحيحة؛ فلماذا لم يتطوّر سائر القردة، ويتمدّنوا، ونحن نعيش في عصر التطوّر، والتمدّن؟!.

هذا وإذا عرفنا أن داروين يهوديّ الأصل، وأنه دهريّ ملحد، يعتقد بألا خالق لهذا الوجود، ولا صانع لهذا العالم، فهو كافر بكلّ القيم الرّوحية؛ الّتي جاءت بها الشرائع السّماوية؛ إذا عرفنا هذا؛ نضرب به، وبنظريته، وبأتباعه عرض الحائط، هذا؛ وقال المرحوم عبد الوهاب النّجار بعد أن ناقش النظرية في كتابه (قصص الأنبياء): أقول: كلّما فكرت في ذلك جزمت بأنّ ذلك محال، وقطعت بأن القرد لا بدّ أن يبقى قردا مدى الدّهر، وأنّ القردة لا تلد إلا قردة. انتهى.

الإعراب: {وَإِذْ:} الواو: حرف عطف، ({إِذْ}): معطوفة على مثلها في الآية رقم [٣٠].

{قُلْنا:} فعل وفاعل. {لِلْمَلائِكَةِ:} متعلقان بما قبلهما. {اُسْجُدُوا:} فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول.

{لِآدَمَ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وعلامة الجر الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصّرف للعلمية، والعجمة، وجملة: {قُلْنا..}. إلخ: في محل جر بإضافة ({إِذْ}) إليها.

{فَسَجَدُوا:} الفاء: حرف عطف. (سجدوا): فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية معطوفة على جملة {قُلْنا} فهي في محل جرّ مثلها.

{إِلاّ:} أداة استثناء. {إِبْلِيسَ:} مستثنى متّصل، أو منقطع، انظر شرح المفردات.

{أَبى:} فعل ماض مبني على فتح مقدّر على الألف للتعذّر، والفاعل يعود إلى {إِبْلِيسَ،}

<<  <  ج: ص:  >  >>