صفة ثانية ل:{عَمَلَ} كما يجوز أن يكونا متعلّقين بمحذوف حال من الضمير المستتر في:
{مِنْكُمْ} التقدير: استقرّ منكم كائنا من ذكر. {أَوْ:} حرف عطف. {أُنْثى:} معطوف على ما قبله مجرور مثله، وعلامة جرّه كسرة مقدّرة على الألف للتعذّر، وأنّ، واسمها، وخبرها في تأويل مصدر في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف، التقدير: بأنّي، أي: بكوني. والجار والمجرور متعلقان بالفعل استجاب، هذا وقرئ بكسر الهمزة على تضمين استجاب معنى القول، فتكون الجملة الاسمية، في محلّ نصب مفعول به.
{بَعْضُكُمْ:} مبتدأ، والكاف في محل جر بالإضافة. {مِنْ بَعْضٍ:} متعلقان بمحذوف خبره، والجملة الاسمية معترضة. وقيل: هي مستأنفة جيء بها لتبيين شركة النساء مع الرّجال في الثواب الذي وعد الله به عباده العاملين، وجوّز أبو البقاء اعتبارها حالا، أو صفة.
{فَالَّذِينَ:} الفاء: حرف تفريع واستئناف. (الذين): اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ، وجملة:{هاجَرُوا} صلته، والجمل بعدها كلّها معطوفة عليها، وأفعالها مبنيّة على الضمّ مع ملاحظة المبني للمعلوم، والمبني للمجهول منها، والواو فاعل، أو نائب فاعل. {فِي سَبِيلِي:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، وعلامة الجر كسرة مقدّرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
{لَأُكَفِّرَنَّ:} اللام: واقعة في جواب قسم محذوف، تقديره: وعزتي، وجلالي! (أكفرن) فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، وهي حرف لا محل له، والفاعل ضمير مستتر تقديره: أنا، والجملة الفعلية لا محلّ لها؛ لأنها جواب للقسم المحذوف. {عَنْهُمْ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {سَيِّئاتِهِمْ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنّه جمع مؤنث سالم، والهاء في محل جرّ بالإضافة، والقسم وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ، ووقوع الجملة القسمية خبرا للمبتدإ قاله ابن مالك، ومنعه ثعلب، ومثله قوله تعالى في سورة (النساء) رقم [٧٢]: {وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ} ومثل ذلك قول الشاعر-وهو الشاهد رقم [٧٥٦]: من كتابنا: «فتح القريب المجيب» -: [الكامل]
جشأت فقلت اللّذ خشيت ليأتين... وإذا أتاك فلات حين مناص
وانظر ما ذكرته في الآية رقم [٢٨] من سورة (العنكبوت) تجد ما يسرك، ويثلج صدرك.
{وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ:} معطوف على ما قبله، وإعرابه مثله بلا فارق. {جَنّاتٍ:} مفعول به ثان، ويقال فيه أيضا ما رأيته في مفعول قوله تعالى:{تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ} في الآية رقم [١٤٢]، فهو منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة، وجملة:{تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ} في محل جرّ صفة: {جَنّاتٍ}.
{ثَواباً:} مفعول مطلق مؤكّد لقوله: ({لَأُدْخِلَنَّهُمْ}) لأنّ المعنى: لأثيبنهم ثوابا. وهذا عند البصريين. وقال الكسائي: انتصب على القطع، أي: عامله محذوف من لفظه. وقال الفراء: