الأزواج، وحفظ الفروج. هذا؛ وشبّه الله تعالى استحقاقهم للإرث، وتملّكهم له بالاكتساب، واشتقّ في لفظ الاكتساب:{اِكْتَسَبُوا} على طريقة الاستعارة التبعية.
{وَسْئَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ:} قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: يعني: من رزقه. وقيل: من طاعته، وهو سؤال التوفيق للعبادة. وقيل: لم يأمر الله عباده بالمسألة إلا ليعطيهم، وفيه تنبيه على أنّ العبد لا يعيّن شيئا في الدّعاء، والطّلب، لكن يطلب من فضل الله ما يكون سببا لصلاح دينه، ودنياه، وآخرته. وخذ ما يلي:
عن عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «سلوا الله من فضله فإنّ الله يحبّ أن يسأل، وأفضل العبادة انتظار الفرج». رواه الترمذيّ.
وخرّج أيضا ابن ماجة: عن أبي هريرة-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من لم يسأل الله؛ يغضب عليه». وهذا يدلّ على أنّ الأمر بالسّؤال لله تعالى واجب، وقد أخذ بعض العلماء هذا المعنى، فنظمه، فقال:[الكامل]
لا تسألنّ نبي آدم حاجة... وسل الّذي أبوابه لا تحجب
الله يغضب إن تركت سؤاله... وبني آدم حين يسأل يغضب
{إِنَّ اللهَ كانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً:} يعني: إنّه تعالى عليم بما يكون صلاحا للسّائلين، فليقتصر العبد على المجمل في الطّلب، فإنّ الله تعالى عليم بما يصلحه، فلا يتمنّ غير الذي قدّر له. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه؛ حيث جعل النّاس طبقات، ورفع بعضهم درجات.
الإعراب:{وَلا:} الواو: حرف استئناف. ({لا}): ناهية. {تَتَمَنَّوْا:} فعل مضارع مجزوم ب ({لا}) وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنّه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية لا محلّ لها؛ لأنّها مبتدأة، أو مستأنفة لا محلّ لها على الاعتبارين. {ما:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل نصب مفعول به. {فَضَّلَ اللهُ:} ماض، وفاعله، والجملة الفعلية صلة {ما} أو صفتها، والعائد، أو الرابط: الضّمير المجرور محلاّ بالباء. {بِهِ:} جار ومجرور متعلّقان بما قبلهما. {بَعْضَكُمْ:} مفعول به، والكاف في محل جر بالإضافة. {عَلى بَعْضٍ:} متعلّقان بمحذوف حال من بعضكم. {لِلرِّجالِ:} متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {نَصِيبٌ:} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية مستأنفة معترضة، لا محلّ لها. {مِمَّا:} جار ومجرور متعلّقان ب {نَصِيبٌ} أو بمحذوف صفة له، و ({ما}) تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية ضعيفة. {اِكْتَسَبُوا:} فعل، وفاعل، والجملة الفعلية صلة ({ما}) أو صفتها، والرابط، أو العائد محذوف، التقدير: من الذي، أو: من شيء اكتسبوه. {وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ..}. إلخ: إعرابها مثل إعراب سابقتها، وهي معطوفة عليها، لا محلّ لها مثلها. {وَسْئَلُوا:} الواو: حرف عطف.