للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا و {أَوَّلَ} فيه مسائل:

الأولى: الصّحيح: أنّ أصله «أوأل» بوزن: أفعل، قلبت الهمزة الثانية، واوا، ثم أدغمت بما قبلها فصار أوّل، بدليل قولهم في الجمع أوائل، وقيل: أصله: ووّل بوزن فوعل، قلبت الأولى همزة، وإنما لم يجمع على أواول لاستثقالهم اجتماع الواوين بينهما ألف الجمع.

الثانية: الصحيح: أن أوّل لا يستلزم ثانيا، وإنّما معناه: ابتداء الشيء، ثمّ قد يكون له ثان، وقد لا يكون، تقول: هذا أول مال اكتسبته، وقد تكتسب بعده شيئا، وقد لا تكتسب. وقيل: إنّه يستلزم ثانيا كما أنّ الآخر يقتضي أولا، فلو قال: إن كان أوّل ولد تلدينه ذكرا؛ فأنت طالق، فولدت ذكرا ولم تلد غيره، وقع الطلاق على الأول دون الثاني.

الثالثة: ل‍: (أول) استعمالان: أحدهما: أن يكون صفة؛ أي: أفعل تفضيل بمعنى:

الأسبق، فيعطى هذا حكم أفعل التفضيل، من منع الصرف، وعدم تأنيثه بالتاء، ودخول من عليه، نحو: هذا أوّل هذين، ولقيته عاما أوّل. والثاني: أن يكون اسما مصروفا نحو لقيته عاما أولا، ومنه قولهم: ما له أوّل ولا آخر، قال أبو حيان رحمه الله تعالى في محفوظي: إن هذا يؤنّث بالتاء، ويصرف أيضا، فيقال: أوّلة، وآخرة بالتنوين. انتهى جمع الجوامع شرح همع الهوامع للسّيوطي، رحمه الله تعالى.

الإعراب: ({آمِنُوا}): فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، {بِما:}

جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة، فهي مبنية على السكون في محل جر بالباء. {أَنْزَلْتُ:} فعل وفاعل. والجملة الفعلية صلة (ما) أو صفتها، والعائد أو الرابط محذوف، التقدير: بالذي، أو بشيء أنزلته. {مُصَدِّقاً} حال من (ما) أو من الضمير العائد عليها، وأجيز اعتبار (ما) مصدرية، وهو ضعيف معنى. {لِما:} جار ومجرور متعلقان ب‍ {مُصَدِّقاً} و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة أيضا. {مَعَكُمْ:} ظرف مكان متعلق بمحذوف صلة (ما) أو بمحذوف صفتها، التقدير: للذي يوجد معكم، أو لشيء كائن معكم. والكاف في محل جر بالإضافة. هذا؛ وابن هشام رحمه الله تعالى يعتبر اللام في مغنيه زائدة، وسمّاها لام التقوية، فإذا (ما) مجرورة لفظا، منصوبة محلاّ مثل قوله: {لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ} وقوله تعالى: {إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ} وقوله تعالى في كثير من الآيات: {مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ،} {نَزّاعَةً لِلشَّوى،} {وَكُنّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ} وأورد قول حاتم الطائي، وقيل: هو من قول قيس بن عاصم المنقري-رضي الله عنه- وهذا هو الشاهد رقم [٣٩٨] من كتابنا فتح القريب المجيب: [الطويل]

إذا ما صنعت الزّاد فالتمسي له... أكيلا فإنّي لست آكله وحدي

وجملة: ({آمِنُوا..}.) إلخ: معطوفة على جملة: {اُذْكُرُوا..}. إلخ لا محل لها. {وَلا:}

الواو: حرف عطف. ({لا}): ناهية جازمة. {تَكُونُوا:} فعل مضارع مجزوم ب‍ ({لا}) وعلامة جزمه

<<  <  ج: ص:  >  >>