الله أكبر، وذكر الحديث بطوله. وعند مسلم، فقلت: أطلقتهنّ؟! فقال:«لا!» فقمت على باب المسجد، فناديت بأعلى صوتي: لم يطلّق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نساءه، ونزلت هذه الآية:{وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ..}. إلخ، فقال-رضي الله عنه-: فكنت أنا استنبطت ذلك الأمر. انتهى. وانظر الآية رقم [٥٩] ففيها بحث جيّد. وقد استنبط الإمام عليّ-رضي الله عنه-أنّ أقلّ مدّة الحمل ستة أشهر من آية (البقرة): {وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ..}. إلخ، ومن آية (الأحقاف): {وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً}.
{وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ} أي: ولولا إحسانه، وكرمه ببعثة محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وإنزال القرآن، ورحمته، وعنايته بالتوفيق، والهداية. {لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ} أي: زخارفه، ووساوسه، وبقيتم على الكفر، والجهل، والضّلالة. وما كنتم عليه من عبادة الحجارة والأوثان. {إِلاّ قَلِيلاً:} اختلف في هذا الاستثناء وإلى ماذا يرجع؟ فأحسن ما قيل فيه: إنه راجع إلى اتّباع الشيطان، وهو قول الضحّاك، واختاره الزّجاج، ومعلوم: أنّ صرف الاستثناء إلى ما يليه، ويتّصل به أولى من صرفه إلى الشيء البعيد. وتقديره: ولولا فضل الله عليكم، ورحمته؛ لاتبعتم الشّيطان إلا قليلا منكم، وهم قوم آمنوا، واهتدوا قبل مبعث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، مثل: زيد بن عمرو بن نفيل، وورقة بن نوفل، وقس بن ساعدة الإيادي. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
الإعراب:{وَإِذا:} الواو: حرف استئناف. ({إِذا}): انظر الآية رقم [٨١]. {جاءَهُمْ:} فعل ماض، ومفعوله. {أَمْرٌ:} فاعله والجملة الفعلية في محل جر بإضافة (إذا) إليها على القول المرجوح المشهور. {مِنَ الْأَمْنِ:} متعلقان بمحذوف صفة: {أَمْرٌ}. {أَوِ الْخَوْفِ:} معطوف على ما قبله. {أَذاعُوا:} فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق. {بِهِ:}
جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. وقيل: الباء زائدة، والضمير مجرور لفظا، منصوب محلاّ على أنّه مفعول به، والأصل: أذاعوه، والجملة الفعلية جواب (إذا) لا محلّ لها. و (إذا) ومدخولها كلام مستأنف لا محلّ له. {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ:} انظر إعراب مثله في الآية السابقة. {وَإِلى أُولِي:} جار ومجرور معطوفان على ما قبلهما، وعلامة الجر الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنّه ملحق بجمع المذكّر السالم، وحذفت النون للإضافة. و {أُولِي} مضاف. و {الْأَمْرِ:} مضاف إليه.
{مِنْهُمْ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من: {أُولِي الْأَمْرِ}. {لَعَلِمَهُ:} اللام: واقعة في جواب ({لَوْ}). (علمه): فعل ماض، ومفعوله. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعله، والجملة الفعلية جواب ({لَوْ}) لا محلّ لها، و ({لَوْ}) ومدخولها معطوف على ({إِذا}) ومدخولها، لا محلّ له مثله. {يَسْتَنْبِطُونَهُ:} مضارع مرفوع، وفاعله ومفعوله، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محلّ لها. {مِنْهُمْ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما.
{وَلَوْلا:} الواو: حرف عطف. أو استئناف. ({لَوْلا}): حرف امتناع لوجود. {فَضْلُ:}
مبتدأ، وهو مضاف، و {اللهِ:} مضاف إليه، من إضافة المصدر لفاعله. {عَلَيْكُمْ:} جار