للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عشرة ليس غير. وهو مبنيّ على الضم، أو على الفتح خلاف. وإن أردت الزيادة؛ فانظر بحثها في كتابنا: «فتح القريب المجيب» تجد ما يسرّك، ويثلج صدرك.

أمّا «أولي» فهو بمعنى أصحاب، لا واحد له من لفظه، وإنّما واحده «ذي» المضاف إن كان مجرورا، و «ذا» المضاف إن كان منصوبا، و «ذو» المضاف إن كان مرفوعا.

وأمّا «الحسنى» فهي مؤنث: الأحسن الذي هو أفعل تفضيل، لا مؤنث: أحسن؛ المقابل لامرأة حسناء، والحسنى ضد السّوأى.

خاتمة: اعلم: أنّ الجهاد ينقسم إلى: فرض عين، وفرض كفاية، ففرض العين: أن يدخل العدو دار قوم من المؤمنين، وبلادهم فيجب على كلّ مكلّف من الرّجال ممّن لا عذر له، ولا ضرر به من أهل تلك البلدة الخروج إلى عدوّهم دفعا عن أنفسهم، وعن أهليهم، وجيرانهم، سواء في ذلك الغني، والفقير، فيجب على الكافة، وهو في حقّ من بعد عنهم من المسلمين فرض كفاية، فإن لم تقع الكفاية بمن نزل بهم العدو، فتجب مساعدتهم على من قرب منهم من المسلمين، أو بعد عنهم. انتهى. خازن.

هذا؛ وأمّا أهل الضّرر الذين ذكرهم الله في هذه الآية؛ فلهم أجرهم إن كانت نيّتهم الجهاد لولا الأعذار التي منعتهم من الخروج إلى الجهاد. فعن أنس بن مالك-رضي الله عنه-، قال:

رجعنا من غزوة تبوك مع النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال: «إنّ أقواما خلفنا بالمدينة ما سلكنا شعبا، ولا واديا، إلاّ وهم معنا، حبسهم العذر». رواه البخاري.

وعن أبي الدّرداء يبلغ به النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «من أتى فراشه؛ وهو ينوي أن يقوم يصلّي من اللّيل، فغلبته عيناه حتّى أصبح؛ كتب له ما نوى، وكان نومه صدقة عليه من ربّه». رواه النّسائيّ، وابن ماجة. وعن أبي موسى-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إذا مرض العبد، أو سافر؛ كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا». رواه البخاريّ، وأبو داود. ورحم الله من يقول: [البسيط]

يا راحلين إلى البيت العتيق لقد... سرتم جسوما وسرنا نحن أرواحا

إنّا أقمنا على عذر وعن قدر... ومن أقام على عذر فقد راحا

الإعراب: {لا:} نافية. {يَسْتَوِي:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمّة مقدرة على الياء للثقل. {الْقاعِدُونَ:} فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمّة؛ لأنّه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ:} متعلقان بمحذوف حال من:

{الْقاعِدُونَ} أو من الضمير المستتر فيه، وعلامة الجر الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنّه جمع مذكر سالم، والنون عوض من التنوين في الاسم المفرد. {غَيْرُ:} بالرّفع صفة: {الْقاعِدُونَ} أو بدل

<<  <  ج: ص:  >  >>