رواه أبو داود، والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم، وخذ ما يلي:
قال القرطبيّ-رحمه الله تعالى-: وقد روي: أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال للأنصار: من سيّدكم؟ قالوا: الجدّ بن قيس على بخل فيه. فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم:«وأيّ داء أدوى من البخل؟!» قالوا: وكيف ذاك يا رسول الله؟! قال:«إنّ قوما نزلوا بساحل، فكرهوا لبخلهم نزول الأضياف بهم، فقالوا:
ليبعد الرّجال منّا عن النّساء حتّى يعتذر الرّجال إلى الأضياف ببعد النّساء، ويعتذر النّساء ببعد الرّجال، ففعلوا، وطال ذلك بهم، فاشتغل الرّجال بالرّجال، والنّساء بالنّساء». ذكره الماورديّ.
انتهى.
الإعراب:{وَإِنِ:} الواو: حرف استئناف. ({إِنِ}): حرف شرط جازم. {اِمْرَأَةٌ:} فاعل لفعل محذوف يفسّره المذكور بعده، وهذا مذهب سيبويه، والبصريين. وقال الكوفيّون: هو مبتدأ خبره الجملة الفعلية بعده، والمعتمد الأول. {خافَتْ:} فعل ماض، والتاء للتأنيث حرف لا محلّ له، والفاعل يعود إلى المرأة، والجملة الفعلية مفسّرة، لا محلّ لها. {مِنْ بَعْلِها:} متعلقان بالفعل قبلهما، ويجوز تعليقهما بمحذوف حال من:{نُشُوزاً} كان صفة له، فلما قدّم عليه صار حالا، و (ها): في محل جر بالإضافة. {نُشُوزاً:} مفعول به. {أَوْ إِعْراضاً:} معطوف على سابقه.
{فَلا:} الفاء، واقعة في جواب الشرط. (لا): نافية للجنس تعمل عمل «إنّ»{جُناحَ:} اسمها مبني على الفتح في محل نصب. {عَلَيْهِما:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر (لا)، والميم والألف حرفان دالان على التثنية، والجملة الاسمية في محلّ جزم جواب الشرط عند الجمهور.
والدسوقي يقول: لا محلّ لها؛ لأنّها لم تحلّ محلّ المفرد، و ({إِنِ}) ومدخولها كلام مستأنف لا محلّ له.
{أَنْ يُصْلِحا:} فعل مضارع منصوب ب {إِنِ،} وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنّه من الأفعال الخمسة، والألف فاعله، والمصدر المؤول من الفعل وناصبه في محلّ جرّ بحرف جر محذوف، التقدير: في الصّلح، والجار والمجرور متعلقان بما تعلّق فيه ما قبلهما. {بَيْنَهُما:} ظرف مكان متعلق بالفعل قبله. وقيل: متعلق بمحذوف حال من: {صُلْحاً،} والهاء في محل جر بالإضافة، والميم والألف حرفان دالان على التثنية. {صُلْحاً:} مفعول مطلق، أو هو مفعول به على حسب القراءات. {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ:} مبتدأ، وخبر، والجملة الاسمية معترضة، لا محلّ لها، وإن اعتبرتها في محل نصب حال من ألف الاثنين؛ فلا بأس به، ويكون التقدير: والصلح خير لهما.
{وَأُحْضِرَتِ:} فعل ماض مبني للمجهول، والتاء للتأنيث. {الْأَنْفُسُ:} نائب فاعل، وهو المفعول الأول. {الشُّحَّ:} مفعول به ثان، والجملة الفعلية في محل نصب حال من ألف الاثنين، وهي على إضمار «قد» قبلها، والرابط: الواو فقط. وقيل: معترضة لا محلّ لها، والأوّل أقوى.