مالك بن العجلان، والبراء بن معرور، وعبادة بن الصّامت، وسعد بن عبادة، وعبد الله بن عمرو بن حرام، والمنذر بن عمرو بن خنيس، وقد ذكرهم كعب بن مالك في شعر له.
هذا؛ ولفظ: عشرة على عكس المعدود في التّذكير، والتأنيث إن كان مفردا، وعلى وفقه إن كان مركبا، تقول: عشرة رجال، وعشر نسوة، وخمسة عشر رجلا، وخمس عشرة امرأة، وشينه تسكن مع المؤنّث، وهي لغة أهل الحجاز، وقد تكسر، وهي: لغة أهل نجد، وقرئ بهما، وبالفتح أيضا، وهي لغة ثالثة، قال تعالى: {فَكَفّارَتُهُ إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ} الآية رقم [٨٩] الآتية.
{وَقالَ اللهُ إِنِّي مَعَكُمْ:} بالعون، والنصر، والتأييد. {لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ:} أديتموها على الوجه الأكمل، وهذا يثبت: أنّ لليهود صلاة، ولكنّا نجهل كيفيتها بالإضافة لما دخل شريعة موسى عليه السّلام من تبديل، وتحريف، وتزييف، وانظر: (أقيموا الصلاة) في الآية رقم [١٠٣] من سورة (النّساء).
{وَآتَيْتُمُ الزَّكاةَ:} أعطيتموها لمستحقيها على الوجه الأكمل، وكانت في شريعة موسى- على نبينا، وحبيبنا، وعليه ألف صلاة وألف سلام-ربع المال. هذا؛ والزّكاة في اللغة:
التطهير، والإصلاح، والنّماء، والمدح. يقال: زكا الزّرع، والمال، يزكو: إذا كثر، وزاد.
وسمّي الإخراج من المال زكاة، وهو نقص منه من حيث ينمو بالبركة. قال تعالى في سورة (سبأ) رقم [٣٩]: {وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرّازِقِينَ} كما يقال: زكا فلان؛ أي: طهر من دنس الجرحة، والإغفال، فكأنّ الخارج من المال يطهّره من تبعة الحقّ الذي جعل الله فيه للمساكين، ألا ترى: أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم سمّى ما يخرج من الزّكاة: أوساخ الناس، وقد قال تعالى في سورة (التوبة) رقم [١٠٣]: {خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها}.
والزكاة في الشرع: اسم لما يخرج عن مال، أو بدن على وجه مخصوص، وهي أحد أركان الإسلام الخمسة الّتي بني عليها الإسلام، ومن ثمّ يكفر جاحدها على الإطلاق، أو في القدر المجمع عليه، ويقاتل الممتنع من أدائها، وتؤخذ منه قهرا، كما فعل الصديق-رضي الله عنه-.
وتدفع الزكاة لأشخاص معلومين مذكورين في الآية رقم [٦٠] من سورة (التوبة)، وزكاة الفطر لا يوجد نصّ صريح في القرآن عليها إلا ما تأوّله بعض المفسّرين في قوله تعالى في سورة الأعلى:
{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكّى (١٤) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلّى} وتحدّثت عنها في آية الصيام في سورة (البقرة)؛ لأنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فرض زكاة الفطر في رمضان.
هذا؛ وخصّ الله تبارك وتعالى في هذه الآية، وغيرها الصّلاة، والزّكاة بالذكر؛ لأن الصلاة أفضل العبادات البدنية، وشرعت لذكر الله، والزكاة أفضل العبادات المالية، وشرعت للعطف على الفقراء، والمساكين، ومجموعها التعظيم لأمر الله تعالى، والشّفقة على خلق الله. هذا؛ وأضيف:
أنّ الزكاة قرينة الصّلاة، فقد روي: أنّ أعرابيّا جاء إلى ابن عباس-رضي الله عنهما-: فقال له: