للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باسمها، أو باسم من أسّسها، أو من قولهم لعيسى: نحن أنصار الله حينما قال: {مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ} ثم اختلفوا بعد ذلك إلى: نسطورية، ويعقوبية، وملكانية، وألّهوا عيسى، فصاروا أنصارا للشيطان، قال سيبويه-رحمه الله تعالى-: لا يستعمل في الكلام إلا مع ياء النسب.

هذا؛ و {يَوْمِ الْقِيامَةِ} هو اليوم الذي يخرج فيه النّاس من قبورهم للحساب، والجزاء، وأصل القيامة: القوامة؛ لأنّها من: قام، يا قوم، قلبت الواو ياء لمناسبة الكسرة قبلها مثل الصّيام والسّياط، والحياض، ونحو ذلك.

هذا؛ والفعل {يُنَبِّئُهُمُ} مضارع ماضيه نبّأ. هذا، والأفعال: نبّأ، وأنبأ، وخبّر، وأخبر، وحدّث تتعدى لاثنين، إلى الأول بنفسها، وإلى الثاني بحرف الجر، وقد يحذف الجار تخفيفا، وقد يحذف الأول للدلالة عليه، وقد جاءت الاستعمالات الثلاث في قوله تعالى من سورة التحريم: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً فَلَمّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ} فقوله تعالى: {فَلَمّا نَبَّأَتْ بِهِ} تعدّى لاثنين، حذف أوّلهما، والثاني مجرور بالباء، أي: نبأت به غيرها، وقوله: {فَلَمّا نَبَّأَها بِهِ:}

ذكرهما، وقوله: {مَنْ أَنْبَأَكَ هذا} ذكرهما، وحذف الجار، فالأول تعدّى إلى الأول صريحا، وإلى الثاني بحرف الجر، والفعل الثاني مثله، والثالث تعدّى إلى مفعولين صريحين، وهذا إذا لم يدخل: نبّأ، وأنبأ على المبتدأ، والخبر، فإذا دخلا على المبتدأ، والخبر؛ تعدّى كلّ واحد إلى ثلاثة مفاعيل، ولم يجز الاقتصار على الاثنين دون الثّالث؛ لأنّ الثالث هو خبر المبتدأ في الأصل، فلا يقتصر دونه، كما لا يقتصر على المبتدأ دون الخبر، ومثال دخول أحدهما على المبتدأ والخبر قولك: نبّأت زيدا عمرا منطلقا، أو أنبأت زيدا عمرا مجتهدا، ففي المثالين يجب نصب ثلاثة مفاعيل. والله وليّ التوفيق. ومن ذلك قول النابغة الذبياني-وهو الشاهد رقم [٢٠] من كتابنا: «فتح رب البريّة» إعراب شواهد جامع الدروس العربيّة-: [الكامل]

نبّئت زرعة-والسّفاهة كاسمها-... يهدي إليّ غرائب الأشعار

وأيضا قوله-وهو الشّاهد رقم [٢١] من الكتاب المذكور-: [البسيط]

نبّئت أنّ أبا قابوس أوعدني... ولا قرار على زأر من الأسد

وأيضا قول قيس بن الملوّح-وهو الشاهد رقم [١١٨] من كتابنا: «فتح القريب المجيب» إعراب شواهد مغني اللّبيب-: [الطويل]

ونبّئت ليلى أرسلت بشفاعة... إليّ فهلاّ نفس ليلى شفيعها

هذا، و (النّبأ): الخبر وزنا، ومعنى. ويقال: النّبأ أخصّ من الخبر؛ لأنّ النبأ لا يطلق إلا على كلّ ما له شأن، وخطر من الأخبار. وقال الرّاغب: النبأ: خبر ذو فائدة، يحصل به علم،

<<  <  ج: ص:  >  >>