{حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ} وقال جلّ ذكره في سورة (طه) رقم [٨٨] في حق السامري:
{فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ فَقالُوا هذا إِلهُكُمْ وَإِلهُ مُوسى}. هذا؛ وسمّي العجل عجلا، لاستعجالهم عبادته، والعجل: ولد البقرة، والعجّول مثله، والجمع: العجاجيل، والأنثى عجلة، وبنو عجل قبيلة من ربيعة.
هذا؛ وقد قال تعالى في سورة (الأعراف) رقم [١٤٢]: {وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} انظر شرحها هناك فإنه جيد والحمد لله. وقد قال القرطبي رحمه الله تعالى في سبب فتنتهم زيادة العشر فوق الثلاثين، وزلق رحمه الله تعالى. فقال: فخرج إلى الطّور في سبعين من خيار بني إسرائيل، يعني: ليسأل الكتاب، والمعتمد: أن خروجه في السّبعين لطلب التوبة من عبادة العجل، خذ قوله تعالى في سورة (الأعراف) رقم [١٥٥]: {وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقاتِنا} انظر شرحها هناك يتبيّن لك وجه الحقيقة.
هذا والليلة: واحدة مفردة، أما الليل فهو واحد، بمعنى الجمع، واحدته ليلة، مثل تمر، وتمرة، وقد يجمع على ليالي، فزادوا فيه الياء على غير قياس، ونظيره: أهل، وأهال، وشبه، ومشابه، وحاجة، وحوائج، وذكر، ومذاكر، وكأن ليالي في القياس جمع: ليلاة. وقد استعملوا ذلك في الشعر، وأنشد ابن الأعرابي، وهو الشاهد رقم [٦٦] من كتابنا: «فتح القريب المجيب»: [الرجز]
يا لك من ذي جمل ما اشقاه... في كلّ ما يوم وكلّ ليلاه
هذا واللّيل الشّرعي من غروب الشمس إلى طلوع الفجر، وهو أحد قولين في اللّغة، والقول الآخر: هو من غروب الشمس إلى طلوعها. هذا؛ والنّهار ضدّ الليل، وهو لا يجمع كما لا يجمع العذاب، والسراب فإن جمعته قلت في الكثير: نهر بضمتين كسحاب، وسحب، وفي القليل: أنهر وقال ابن فارس: النهر معروف، والجمع أنهر، وأنهار. ويقال: إن النّهار يجمع على نهر، قال الشاعر:[الرجز]
والنّهار من طلوع الفجر، أو من طلوع الشمس على ما تقدّم في نهاية الليل إلى غروب الشمس، وقد يطلق عليهما اسم اليوم، كما رأيت في الآية رقم [٤٨]، هذا والليل يطلق على الحبارى، أو فرخها، وفرخ الكروان، والنّهار يطلق على فرخ القطا، انتهى. قاموس، وقد ألغز بعضهم بقوله:[الوافر]
إذا شهر الصّيام إليك وافى... فكل ما شئت ليلا أو نهارا
الإعراب:({إِذْ}): معطوف على مثله في الآيتين السابقتين. {واعَدْنا:} فعل وفاعل، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة ({إِذْ}) إليها. {مُوسى:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة