خطايئ مثل: صحايف، فقل في إعلاله: تحركت الياء فيهما، وانفتح ما قبلها، فقلبت ألفا، ولم يعتد بالألف الزائدة لأنها حاجز غير حصين، فالتقى ساكنان: الألف الأصلية والألف المنقلبة عن الياء، فقلبت هذه همزة فصار (خطائئ) على وزن فعالل، فلما اجتمعت الهمزتان، قلبت الثانية ياء لأن قبلها كسرة، ثم استثقلت، والجمع ثقيل، وهو معتل مع ذلك، فقلبت الياء ألفا، ثم قلبت الأولى ياء لخفائها بين الألفين.
وقال القرطبيّ، ومكي، وغيرهما: واختلف في أصل خطايا جمع خطيئة بالهمزة، فقال الخليل: الأصل في خطايا أن يقول: خطايئ، ثم قلب، فقيل: خطائي بهمزة بعدها ياء ثم تبدل من الياء ألفا بدلا لازما. فتقول: خطاءا، فلما اجتمعت ألفان بينهما همزة والهمزة من جنس الألف صرت كأنك جمعت بين ثلاث ألفات، فأبدلت من الهمزة ياء فقلت: خطايا. وأما سيبويه فمذهبه:
أن الأصل خطايئ، ثم وجب بهذه أن تهمز الياء كما همزتها في مدائن، فتقول: خطائئ، ولا تجتمع همزتان في كلمة فأبدلت من الثانية ياء، فقلت خطائى، ثم عملت كما عملت في الأول، ففيه خمسة أعمال: قلب الياء التي قبل الهمزة همزة، ثم قلبت الثانية ياء، ثم قلبت كسرة الأولى فتحة، ثم قلب الثانية ألفا، ثم قلبت الأولى ياء، وقول الفراء المتقدّم أسهل، وأخصر.
{وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ:} أي نزيدهم إحسانا على الإحسان المتقدّم عندهم، والمحسن من صحّح عقد توحيده، وأحسن سياسة نفسه، وأقبل على فرائضه، وكفى المسلمين شرّه. وفي حديث جبريل عليه السّلام، الّذي أخرجه مسلم:«ما الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه؛ فإنه يراك. قال: صدقت». هذا؛ وفي سورة (الأعراف) رقم [١٦١]: {سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ} بدون واو، قال الزمخشري: موعد بشيئين: بالغفران، وبالزيادة، وطرح الواو لا يخلّ بذلك؛ لأنه استئناف مرتّب على تقدير قول القائل: وماذا بعد الغفران؟ فقيل له: سنزيد المحسنين. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
الإعراب:{وَإِذْ:} الواو حرف عطف. ({إِذْ}) ظرف متعلق بفعل محذوف مبني على السكون في محل نصب، التقدير: اذكروا، أو مفعول به لهذا المقدّر، وهذه الجملة معطوفة على جمل مقدّرة قبلها في الآيات السابقة. {قُلْنَا:} فعل وفاعل، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة ({إِذْ}) إليها.
{اُدْخُلُوا:} فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعله، والألف للتفريق. {هذِهِ:} اسم إشارة مبني على الكسر في محل نصب على الظرفية المكانية عند بعض النحاة، وفي مقدمتهم سيبويه، والمحقّقون وعلى رأسهم الأخفش ينصبونه على التوسع في الكلام بإسقاط الخافض، لا على الظرفية، فهو منتصب عندهم انتصاب المفعول به على السّعة بإجراء اللازم مجرى المتعدّي، ومثل ذلك قل في:«دخلت المدينة»، «ونزلت البلد». «وسكنت الشام». وأيضا قوله في الآية رقم [٦١]{اِهْبِطُوا مِصْراً} وهذا إذا كان الفعل ثلاثيّا، وأما إذا كان رباعيّا بأن دخلت عليه همزة التعدية،