الكثير من الأشعار والأقوال المأثورة في هذا الصدد. ولا تنس أخيرا: أن الآية صريحة في أن ما يفعله الكافر، والعاصي، والفاسد، والمفسد إنما هو بمشيئة الله، فهنيئا لمن لم يشأ الله له الضلالة، والمعاصي، والفساد، وويل، ثم ويل، ثم ويل، لمن شاء الله له شيئا من ذلك.
اللهم تولني بعنايتك، واحفظني من شر شياطين الإنس، والجن، ولا تشأ لي ما يبعدني عن رحاب جودك، وكرمك، وإحسانك، واجعل توسلي هذا شاملا لعقبي، ولإخواني، ولجميع المسلمين، واغفر لي ما قدمت من سيئات في حياتي، واغفر لوالدي، ولجميع المؤمنين والمؤمنات؛ فإنك خير مسئول، وصلّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله، وصحبه، والحمد لله رب العالمين.
الإعراب:{وَكَذلِكَ:}(كذلك): جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لمصدر محذوف عامله ما بعده، التقدير: جعلنا لكل نبي... إلخ. جعلا كائنا مثل الجعل الذي جعلناه لك من عداوة قومك لك، وانظر تفصيل الإعراب في الآية رقم [٥٥]. {جَعَلْنا:} فعل وفاعل. وانظر إعراب:
{حَلَلْتُمْ} في الآية رقم [٥/ ٢]. {لِكُلِّ:} متعلقان بمحذوف مفعول ثان تقدم على الأول، وهو {عَدُوًّا}. {شَياطِينَ:} بدل من: {عَدُوًّا،} وبعضهم أعرب {عَدُوًّا} مفعولا ثانيا مقدما، و {لِكُلِّ نَبِيٍّ} حالا منه قدم عليه على القاعدة: «نعت النكرة، إذا تقدم عليها يعرب حالا».
و {شَياطِينَ:} مفعولا أول مؤخرا، وأعرب الزمخشري، وأبو البقاء، والحوفي:{شَياطِينَ} مفعولا أول، والثاني {عَدُوًّا،} و {لِكُلِّ نَبِيٍّ} حالا من: {عَدُوًّا} لأنه صفته في الأصل انتهى جمل. و {شَياطِينَ:} مضاف، و {الْإِنْسِ:} مضاف إليه. {وَالْجِنِّ:} معطوف على ما قبله.
{يُوحِي:} مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل. {بَعْضُهُمْ:} فاعله، والهاء في محل جر بالإضافة. {إِلى بَعْضٍ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {زُخْرُفَ:} مفعول به، وهو مضاف، و {الْقَوْلِ:} مضاف إليه. {غُرُوراً:} مفعول لأجله، أو هو حال، بمعنى: غارين، والجملة الفعلية:{يُوحِي..}. إلخ مستأنفة لا محل لها، أو هي في محل نصب حال من (الشياطين)، وجوز اعتبارها صفة:{عَدُوًّا}. {وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلُوهُ} انظر إعراب مثل هذه الجملة في الآية رقم [١٠٧]. و (لو) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له. {فَذَرْهُمْ:} الفاء: هي الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن شرط مقدر. (ذرهم): أمر، والفاعل مستتر تقديره:«أنت»، والهاء مفعول به. {ما:} تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل نصب معطوفة على الضمير المنصوب، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: الذي، أو شيئا تفترونه. وعلى اعتبار {ما} مصدرية تؤول مع الفعل بعدها بمصدر في محل نصب معطوف على الضمير المنصوب، التقدير:
فذرهم، وافتراءهم. هذا؛ وجوز اعتبار الواو للمعية، فتكون:{ما} على الاعتبارين الأولين في محل نصب مفعول معه، وعلى الاعتبار الثالث يكون المصدر المسبوك منها، ومن الفعل في