للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فائدة: تحريف كلام الله تعالى يكون بتأويله تأويلا فاسدا، ويكون بتغيير، وتبديل الكلام، وقد وقع من أحبار اليهود التّحريف بالتّأويل، وبالتغيير، كما فعلوا بصفة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وقد وقع التّحريف بقسميه في الكتب السّماوية: التوراة، والإنجيل، والزبور، كما قال تعالى: {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ} الآية رقم [٤٦] من سورة (النساء)، أما التحريف بمعنى التأويل الباطل فقد وقع في القرآن الكريم من المنافقين، والملاحدة، ومن علماء السوء في كلّ زمان، ومكان، وأمّا التحريف بمعنى إسقاط الآية، ووضع كلام بدلها فقد حفظ الله كتابه العزيز منه، قال تعالى في سورة (الحجر) رقم [٩]: {إِنّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظُونَ} انتهى. صفوة التفاسير بتصرف.

الإعراب: ({وَيْلٌ}): مبتدأ سوغ الابتداء به؛ وهو نكرة؛ لأنه دعاء عليهم، والدعاء من المسوغات سواء أكان دعاء له، نحو: سلام عليك، أو عليه كهذه الآية. {لِلَّذِينَ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ. {يَكْتُبُونَ:} فعل مضارع، والواو فاعله.

{الْكِتابَ:} مفعول به، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها.

{بِأَيْدِيهِمْ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وعلامة الجر كسرة مقدرة على الياء للثقل، والهاء في محل جر بالإضافة. {ثُمَّ:} حرف عطف. {يَقُولُونَ:} مضارع، وفاعله. والجملة الفعلية معطوفة على جملة الصلة لا محل لها مثلها. {هذا:} الهاء حرف تنبيه لا محل له. (ذا):

اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {مِنْ عِنْدِ:} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، و {عِنْدِ:} مضاف، و {اللهِ:} مضاف إليه، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول.

{لِيَشْتَرُوا:} فعل مضارع منصوب ب‍: «أن» مضمرة بعد لام التعليل، وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق، و «أن» المضمرة والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بالفعل: {يَقُولُونَ}.

{بِهِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {ثَمَناً:} مفعول به. {قَلِيلاً:} صفة {ثَمَناً،} والجملة الاسمية: (ويل): مستأنفة لا محل لها. (ويل): مبتدأ. {لَهُمْ:} جار ومجرور متعلقان ب‍ (ويل). {مِمّا:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ، و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل جر ب‍ «من» والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: من الذي، أو:

من شيء كتبته أيديهم، وعلى اعتبار (ما) مصدرية تؤول مع الفعل بعدها بمصدر في محل جر بالباء، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، التقدير: فويل لهم من كتابة أيديهم، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، ومؤكّدة لها، وأيضا جملة {وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمّا يَكْسِبُونَ} معطوفة عليها، ومؤكّدة لها، وإعرابها مثل إعراب سابقتها بلا فارق بينهما. تأمل، وتدبر، وربك أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>