للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{فَباؤُ بِغَضَبٍ عَلى غَضَبٍ} انظر الآية رقم [٦١]. {وَلِلْكافِرِينَ} أظهر في مكان الإضمار، فكان مقتضى القياس: ولهم، فأقام الظاهر مقام المضمر تشنيعا بكفرهم. هذا و {مُهِينٌ} أصله: مهين، فقل في إعلاله: اجتمع معنا حرف صحيح ساكن، وحرف علة متحرك، والحرف الصّحيح أولى بالحركة من حرف العلّة، فنقلت حركة الياء إلى الهاء قبلها، فصار: {مُهِينٌ} وقل مثله في إعلال {مُبِينٌ}.

الإعراب: {بِئْسَمَا:} (بئس) فعل ماض جامد دل على إنشاء الذمّ. (ما): نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل نصب على التمييز. {اِشْتَرَوْا:} فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف المحذوفة لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة، الّتي هي فاعله، والألف للتفريق. {بِهِ:}

جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {أَنْفُسَهُمْ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية في محل نصب صفة (ما)، وتقدير الكلام: بئس الشّيء شيئا مشترى به أنفسهم.

{أَنْ:} حرف مصدري ونصب. {يَكْفُرُوا:} فعل مضارع منصوب ب‍ {أَنْ} وعلامة نصبه حذف النون، والواو فاعله. و ({أَنْ}) والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل رفع خبر المبتدأ محذوف، وهو المخصوص بالذم؛ إذ التقدير: المذموم كفرهم، ويجوز في العربية اعتبار المصدر المؤوّل مبتدأ مؤخرا، وجملة: (بئس): خبرا مقدما، والجملة سواء أكانت اسمية، أم فعلية: مستأنفة لا محل لها.

هذا؛ وقد ذكر أبو البقاء في إعراب هذه الجملة وجوها: أحدها: اعتبار (ما) نكرة غير موصوفة منصوبة على التمييز، قاله الأخفش. و {اِشْتَرَوْا} على هذا صفة لمحذوف، تقديره:

شيء، أو كفر مشترى، وهذا المحذوف هو المخصوص، وفاعل (بئس) مضمر فيها، والمصدر المؤول من: {أَنْ يَكْفُرُوا} في محل رفع خبر لمبتدإ محذوف، أي: هو أن يكفروا. وقيل:

المصدر في موضع جر بدلا من الهاء في {بِهِ،} وقيل: هو المبتدأ، و (بئس) خبر عنه، والوجه الثاني: أن تكون (ما) نكرة موصوفة، و {اِشْتَرَوْا} صفتها، و {أَنْ يَكْفُرُوا} على الوجوه المذكورة، ويزيد هنا أن يكون هو المخصوص بالذم. والوجه الثالث: أن تكون (ما) بمنزلة «الذي» وهو اسم (بئس)، و {أَنْ يَكْفُرُوا} المخصوص بالذّم.

وقيل: اسم (بئس) مضمر فيها، و «الذي» وصلته المخصوص بالذّم. والوجه الرابع: أن تكون (ما) مصدرية، التقدير: بئس شراؤهم، وفاعل (بئس) على هذا مضمر؛ لأن المصدر هنا مخصّص، ليس بجنس. وهذه الأوجه التي ذكرها ظاهر فيها التعسّف، والتكلّف، والمقبول المرضي هو ما ذكرته سابقا. وقد ذكرت هذه الأوجه للبيان، ودفع الاعتراض عليّ بشيء منها.

{بِما:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير:

<<  <  ج: ص:  >  >>