للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويستعمل في الإعراض عن الأمور والاعتقادات، والطاعات اتساعا، ومجازا. {فَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ} عذاب يوم القيامة، وهو يوم الأهوال والشدائد.

بعد هذا انظر (استغفر) و (أمر) في الآية رقم [١٠٦] سورة (التوبة) وإعلال {تَوَلَّوْا} كما يلي، أصله: تولّيوا، استثقلت الضمة على الياء فحذفت فالتقى ساكنان: الياء والواو، فحذفت الياء لالتقاء الساكنين، وبقيت الفتحة على اللام، ويقال في إعلاله أيضا: تحركت الياء وانفتح ما قبلها، فقلبت ألفا، فصار: (تولّاوا) فحذفت الألف لالتقاء الساكنين، وبقيت الفتحة على اللام لتدل على ذلك المحذوف، وقل مثل ذلك في إعلال كل فعل معتل الآخر بالألف أسند لواو الجماعة سواء أكان مضارعا أم ماضيا؟ مثل سعى، يسعى، ونحوه.

{رَبَّكُمْ}: المراد به هنا: خالقكم، ورازقكم، ومحييكم، ومميتكم.. إلخ، هذا؛ و (الرب) يطلق ويراد به: السيد والمالك، ومنه قوله تعالى حكاية عن قول يوسف عليه السّلام: {اِرْجِعْ إِلى رَبِّكَ..}. إلخ، وأيضا قوله: {أَمّا أَحَدُكُما فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً..}. إلخ وانظر الآية رقم [٥٠] من سورة (يوسف) على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام. كما يقال: رب الدار، ورب الأسرة، أي:

مالكها، ومتولي شئونها، كما يراد به: المربي، والمصلح، يقال: ربّ فلان الضيعة يربّها: إذا أصلحها، والله سبحانه وتعالى مالك العالمين، ومربيهم، وموصلهم إلى كمالهم شيئا فشيئا، يجعل النطفة علقة، ثم يجعل العلقة مضغة، ثم يجعل المضغة عظما، ثم يكسو العظام لحما، ثم يصوره ويجعل في الروح، ثم يخرجه خلقا آخر، وهو صغير ضعيف، فلا يزال ينميه، وينشيه حتى يجعله رجلا، أو امرأة كاملين، ولا يطلق الرب على غير الله تعالى إلا مقيدا بالإضافة، مثل قولك: رب الدار، ورب الناقة ونحو ذلك، والرب: المعبود بحق، وهو المراد منه تعالى عند الإطلاق، ولا يجمع إذا كان بهذا المعنى، ويجمع إذا كان معبودا بالباطل، قال تعالى حكاية عن قول يوسف -عليه الصلاة والسّلام-لصاحبي السجن: {أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْواحِدُ الْقَهّارُ} كما يجمع إذا كان بأحد المعاني السابقة، قال الشاعر: [الطويل]

هنيئا لأرباب البيوت بيوتهم... وللآكلين التّمر مخمس مخمسا

وهو اسم فاعل بجميع معانيه، أصله رابب، ثم خفف بحذف الألف، وإدغام أحد المثلين في الآخر.

{عَذابَ}: انظر الآية رقم [٣٩] من سورة (التوبة). {يَوْمٍ كَبِيرٍ}: المراد به هنا يوم القيامة، وما فيه من الأهوال، والحساب، والجزاء.. إلخ، هذا؛ واليوم في الدنيا هو الوقت من طلوع الشمس إلى غروبها، وهذا في العرف، وأما اليوم الشرعي، فهو من طلوع الفجر، إلى غروب الشمس، كما يطلق اليوم على الليل والنهار معا، كما رأيت في الآية رقم [٦٧] -من سورة (يونس) -وقد يراد به الوقت مطلقا، تقول: ذخرتك لهذا اليوم، أي: لهذا الوقت، والجمع: أيام، وأصله:

<<  <  ج: ص:  >  >>