خبر:{الشَّياطِينُ} على الوجهين، والجملة الاسمية {وَلكِنَّ..}. معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب حال مثلها. {يُعَلِّمُونَ النّاسَ السِّحْرَ:} مضارع، وفاعله، ومفعولاه، والجملة الفعلية في محل نصب حال من واو الجماعة، أو من {الشَّياطِينُ} والعامل في الحال ({لكِنَّ}) لما فيها من رائحة الفعل. وقيل: هي في محل رفع خبر ثان ل {الشَّياطِينُ}. وقيل: هي بدل من جملة:
{كَفَرُوا} أبدل الفعل من الفعل، وقيل: هي مستأنفة، وهو وجه ضعيف. {وَما:} معطوفة على السّحر، الذي هو مفعول ثان، وتحتمل الموصولة، والموصوفة، فهي مبنية على السّكون في محل نصب. {أُنْزِلَ:} فعل ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل يعود إلى ({ما}) وهو العائد، أو الرابط. {عَلَى الْمَلَكَيْنِ:} متعلقان بما قبلهما، وعلامة الجرّ الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه مثنى، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد {بِبابِلَ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل {أُنْزِلَ} أو هما متعلقان بمحذوف حال من {الْمَلَكَيْنِ} وهو أقوى، وعلامة الجر الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصّرف للعلمية، والعجمة. {هارُوتَ:} عطف بيان، أو بدل بعض من كل من الملكين، مجرور وعلامة جرّه الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصّرف للعلمية، والعجمة، وما بعده معطوف عليه.
هذا؛ وقال القرطبي:({ما}) نفي، والواو للعطف على قوله:{وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ} وفي الكلام تقديم وتأخير، التقدير: وما كفر سليمان، وما أنزل على الملكين، ولكن الشّياطين كفروا، يعلمون النّاس السّحر ببابل هاروت، وماروت. ثم قال: هذا أولى ما حملت عليه الآية من التأويل، وأصحّ ما قيل فيها. انتهى. وهذا يعني: أنّ نائب فاعل {أُنْزِلَ} لا مرجع له، ويجب تقديره كما يلي: أو ما نزل على الملكين شيء، وهذا تكلف، وتعسف، كما هو واضح.
{وَما:} الواو: واو الحال. ({ما}): نافية. {يُعَلِّمانِ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والألف فاعله. {مِنْ:} حرف جر صلة. {أَحَدٍ:}
مفعول به ثان، والمفعول الأول محذوف، التقدير: وما يعلمان السحر أحدا، منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجرّ الزائد، والجملة الفعلية في محل نصب حال من {الْمَلَكَيْنِ،} والرابط الواو وألف الاثنين، وقيل: معطوفة على ما قبلها، وهو غير وجيه كما هو ظاهر. {حَتّى:} حرف غاية، وجر بعدها «أن» مضمرة.
{يَقُولا:} فعل مضارع منصوب ب «أن» المضمرة بعد {حَتّى} والفعل: {يَقُولا} في تأويل مصدر في محل جر ب {حَتّى}. والجار والمجرور متعلقان بالفعل {يُعَلِّمانِ،}{إِنَّما:} كافة ومكفوفة. {نَحْنُ فِتْنَةٌ:} مبتدأ، وخبر، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول.
{فَلا:} الفاء: حرف عطف على قول من يجيز عطف الإنشاء على الخبر، وابن هشام يعتبرها للسببية المحضة، وأراها الفاء الفصيحة؛ لأنها تفصح عن شرط مقدر؛ إذ التقدير: إذا