هذا؛ وأصل يوقنون (يؤيقنون) لأنه من (أيقن) الرباعي، فحذفت الهمزة للتخفيف حملا على المبدوء بهمزة المضارعة، مثل (أأيقنون) الذي حذفت همزته للتخلص من ثقل الهمزتين، فصار (ييقنون) ثم قلبت الياء الثانية واوا لسكونها، وانضمام ما قبلها، وهذا الإعلال يجري في كل فعل ثلاثي، مزيدة الهمزة في أوله، مثل: أجاب يجيب، وأكرم بكرم... إلخ، وقد يجيء على القياس، وهو الأصل المهجور كما في قول أبي حيان الفقعسي:[الرجز]
فإنّه أهل لأن يؤكرما
ولا تنس: أن هذه الهمزة المزيدة تحذف من اسمي الفاعل والمفعول المأخوذين من الفعل الثلاثي المزيدة فيه الهمزة، وذلك مثل: مكرم ومكرم، والقياس: مؤكرم ومؤكرم، وقس على ذلك. هذا؛ وغير اسم شديد الإبهام، لا يتعرف بالإضافة لمعرفة وغيرها، وهو ملازم للإضافة، ويجوز أن يقطع عنها، إن فهم المعنى، أو تقدمت عليها كلمة (ليس)، يقال: قبضت عشرة ليس غير، وهو مبني على الضم أو على الفتح خلاف.
الإعراب:{اللهُ}: مبتدأ. {الَّذِي}: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر المبتدأ. {رَفَعَ}: ماض، وفاعله يعود إلى {الَّذِي} وهو العائد، والجملة صلة الموصول لا محل لها. {السَّماواتِ}: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. {بِغَيْرِ}: متعلقان بمحذوف حال من {السَّماواتِ} أي: رفع السموات خالية من عمد. {تَرَوْنَها}: مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو فاعله، و (ها) مفعوله، والجملة الفعلية في محل نصب حال من {السَّماواتِ} أو هي مستأنفة، وهذا على اعتبار الضمير عائدا على (السموات)، وهي في محل جر صفة {عَمَدٍ} على اعتبار الضمير عائدا عليه، ويؤيده أنه قرئ «(ترونه)» {ثُمَّ}: حرف عطف. {اِسْتَوى}: ماض مبني على فتح مقدر على الألف، والفاعل يعود إلى {اللهُ،} والجملة الفعلية معطوفة على جملة الصلة لا محل لها. {عَلَى الْعَرْشِ}:
متعلقان بما قبلهما. (سخر): ماض، وفاعله يعود إلى {اللهُ،} والجملة الفعلية معطوفة على جملة الصلة لا محل لها. {الشَّمْسَ}: مفعول به. (القمر): معطوف على ما قبله. {كُلٌّ}: مبتدأ وله متعلق بمحذوف، التقدير: كل منهما، وهذا المحذوف هو الذي جوز الابتداء بالنكرة.
{يَجْرِي..}.: مضارع مرفوع... إلخ، وفاعله مستتر يعود إلى {كُلٌّ،} والجملة الفعلية في محل رفع خبره، والجملة الاسمية:{كُلٌّ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. {لِأَجَلٍ}: متعلقان بما قبلهما. {مُسَمًّى}: صفة (أجل) مجرور، وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، والثابتة دليل عليها، وليست عينها، وجملة:{يُدَبِّرُ الْأَمْرَ} في محل نصب حال من فاعل {اِسْتَوى} أو من فاعل (سخر)، والرابط: الضمير فقط، وجوز أبو البقاء فيها الاستئناف، وجملة:{يُفَصِّلُ الْآياتِ} يجوز فيها ما جاز بسابقتها، ويجوز فيها وجه آخر، وهو اعتبارها حالا