للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القراءات، وأحكام التجويد، وهناك، وهناك، وهناك... إلخ، وهناك من اهتم بإعراب آياته وكلماته، ولا أقول شططا، إن قلت: إنّ الإعراب هو الوسيلة الوحيدة لفهم أسرار ذلك الكتاب، والاطلاع على كنوزه؛ لأن الإعراب هو الذي يبيّن المحذوف، ويقدّره، أو يشير إليه من قريب، أو بعيد، ولكن لم يصنف أحد منهم كتابا يتضمن الإعراب الكافي الوافي، وإنما اقتصروا على إعراب بعض الصّعب، أو حلّ بعض المعقّد، أو توضيح بعض المشكل، كما في إعراب أبي البقاء العكبري، وكما في إعراب مكي بن أبي طالب القيسي، وغيرهما، رحم الله الجميع رحمة واسعة، ولكنهما، وأمثالهما لم يشفوا الغليل فيما وصل إلينا من إعرابهم.

ومن يوم منّ الله علي بالجلوس على مائدة التأليف فكرت بإعراب كاف واف لكتاب الله تعالى، يجد فيه المبتدئ بغيته، والمنتهى أمنيته، ولا سيما بعد أن طلب ذلك منّي الكثير ممّن قرءوا كتبي في الإعراب، أخصّ بالذكر منهم المرحوم: محمد محيي الدين عبد الحميد المصري، جعل الله الجنة مأواه، فإنّه التمس منّي بواسطة من كان يوصل إليه كتبي، ويزوره في بيته أن أعرب الآيات التي استشهد بها ابن هشام-رحمه الله-في مغنيه بالإضافة لما قمت به من إعراب شواهده، فأيقنت بقرارة نفسي: أن إعراب تلك الآيات المستشهد بها معناه إعراب القرآن الكريم بكامله، فقمت بإعراب شواهد جامع الدروس العربية، وشرحها بعد إعراب شواهد المغني، وتيسّر طبعه، ونشره، وهو متداول بأيدي الناس، وقمت بشرح كتاب قواعد اللغة العربية، وإعراب أمثلته، وشواهده، وتهيّأ طبعه، ونشره، ثم قمت بإعراب المعلقات العشر، وشرحها، وأيضا قمت بإعراب شواهد همع الهوامع، وشرحها، وهما لا يزالان مخطوطين عندي، لم يتيسر طبعهما، وبعد الانتهاء منهما طبعت رسالة صغيرة، سمّيتها: «الحجّ والحجّاج في هذا الزمن» بيّنت فيها مفاسد بعض الحجّاج، وكذبهم، وخداعهم، وما انطووا عليه من شرّ أكثر ممّا اتصفوا به من خير.

وفي كلّ هذه المدة الطويلة لم يغب عن خاطري إخراج مؤلف يضم بين دفتيه إعرابا وافيا كافيا لكتاب الله تعالى، وفي المدة الأخيرة قوي هذا الدافع، وصرت كالمتردد، أقدّم رجلا، وأؤخر أخرى؛ حتى استخرت الله تعالى-كعادتي في جميع أموري وشئوني-فشرح الله صدري لهذا العمل، وأخذت أخط مبيضة بدون تسويد حتى خرج هذا الذي بين يديك أيها القارئ الكريم، وينبغي أن تتنبّه للأمور التالية:

١ - إنّ المعلم المبتدئ يستفيد من شرح وتفسير كلام الله تعالى: إفرادا، وجملا.

٢ - بالنسبة للإعراب لا يستفيد من هذا الكتاب إلا الملمّ بقواعد النحو، أعني به: معرفة الأفعال الخمسة، وأحوال إعرابها، وأحوال إعراب المثنى، والجمعين السالمين، وأسماء الإشارة، والموصولة، وإعراب المقصور، والمنقوص، ونحو ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>