للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تنبيه: سبب نزول الآية الكريمة: أن عبد الله بن سلام-رضي الله عنه-كان من أحبار اليهود، وقد أسلم، ودعا ابني أخيه إلى الإسلام، وهما: مهاجر، وسلمة، فقال لهما: قد علمنا: أن الله تعالى قال في التوراة: إنّي باعث من ولد إسماعيل نبيّا اسمه أحمد، فمن آمن به؛ فقد اهتدى، ومن لم يؤمن به، فهو ملعون. فأسلم سلمة، وامتنع مهاجر عن الإسلام، فنزلت الآية الكريمة. والعبرة بعموم اللّفظ لا بخصوص السبب، فهو تعريض، وتوبيخ لليهود، والنصارى، ومشركي العرب؛ لأنّ اليهود، والنّصارى يفتخرون بالانتساب إلى إبراهيم؛ لأنهم من بني إسرائيل، وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، والعرب يفتخرون به؛ لأنهم من ولد إسماعيل بن إبراهيم، وإذا كان كذلك كان إبراهيم هو الذي طلب بعثة الرسول في آخر الزمان، فمن رغب عن الإيمان بهذا الرسول، الذي هو دعوة إبراهيم؛ فقد رغب عن ملّة إبراهيم. انتهى الخازن، وغيره.

هذا؛ وروى حجّاج بن حجّاج الأحول المعروف ب‍ «زق العسل» قال: سمعت معاوية بن قرة يقول: اللهم إنّ الصّالحين أنت أصلحتهم، ورزقتهم أن عملوا بطاعتك، فرضيت عنهم، اللهم كما أصلحتهم، فأصلحنا، وكما رزقتهم أن عملوا بطاعتك، فرضيت عنهم فارزقنا أن نعمل بطاعتك، وارض عنّا.

الإعراب: {وَمَنْ:} الواو: حرف استئناف. ({مَنْ}): اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {يَرْغَبُ:} فعل مضارع، والفاعل مستتر تقديره: هو، يعود إلى ({مَنْ})، {عَنْ مِلَّةِ:}

متعلقان بالفعل قبلهما، و {مِلَّةِ} مضاف، و {إِبْراهِيمَ} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة، وجملة: {يَرْغَبُ..}. إلخ: في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها. {إِلاّ:} حرف حصر، أو حرف استثناء. {مَنْ:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل رفع بدل من الضمير المستتر في: {يَرْغَبُ،} أو في محل نصب على الاستثناء، ورجّح الأول؛ لأن الكلام منفي معنى.

{سَفِهَ:} فعل ماض، وفاعله يعود إلى {مَنْ}. {نَفْسَهُ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة. وقيل: {نَفْسَهُ} منصوب على التمييز، مثل: غبن رأيه. وألم رأسه كما قيل: هو منصوب على نزع الخافض؛ أي: سفه على نفسه، وجملة: {سَفِهَ نَفْسَهُ} صلة ({مَنْ}) أو صفتها.

{وَلَقَدِ:} الواو: حرف قسم وجر، والمقسم به محذوف، التقدير: والله، والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره: أقسم، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها مستأنفة، واللام واقعة في جواب القسم. (قد): حرف تحقيق يقرّب الماضي من الحال.

{اِصْطَفَيْناهُ:} فعل وفاعل ومفعول به: والجملة الفعلية جواب القسم لا محل لها، وانظر الآية رقم [٦٥]. {فِي الدُّنْيا:} متعلقان بالفعل قبلهما. {وَإِنَّهُ:} الواو: واو الحال. ({إِنَّهُ}): حرف مشبه

<<  <  ج: ص:  >  >>