وقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم:«من أحصاها». قال الإمام النووي-رحمه الله تعالى-: معناه: من حفظها. هكذا فسره البخاري، والأكثرون، ويؤيده: أن في رواية الصحيح «من حفظها دخل الجنّة» وقيل: معناه: من عرف معانيها، وآمن بها. وقيل: معناه: من أحصاها بحسن الرعاية لها، والتخلق بما يمكنه من العمل بمعانيها. انتهى، نقلا عن النووي. هذا؛ والمقيت: المقتدر، فيرجع لمعنى القادر قال تعالى في الآية رقم [٨٥] من سورة (النساء): {وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً}. وقيل: معناه: من شاهد النجوى، فأجاب، وعلم البلوى، فكشف، واستجاب. وقيل:
هو المتكفل بأرزاق العباد. فيرجع إلى القدرة.
الإعراب:{قُلِ:} أمر، وفاعله مستتر تقديره:«أنت». {اُدْعُوا:} أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق. وانظر الشرح لتقدير: مفعوله، أو مفعوليه، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول، وجملة:{اُدْعُوا الرَّحْمنَ} معطوفة عليها، فهي في محل نصب مقول القول مثلها، وجملة:{قُلِ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {أَيًّا:} اسم شرط جازم مفعول به مقدم، والتنوين عوض من المضاف إليه؛ إذ الأصل: أي: هذين الاسمين تدعوا.
و {ما:} زائدة. وقيل: شرطية مؤكدة ل: {أَيًّا}. {تَدْعُوا:} مضارع فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون... إلخ، والواو فاعله، والألف للتفريق. {فَلَهُ:} الفاء: واقعة في جواب الشرط. (له): متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {الْأَسْماءُ:} مبتدأ مؤخر. {الْحُسْنى:} صفة له مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر، والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول: لا محل لها؛ لأنها لم تحل محل المفرد، والجملة الشرطية في محل نصب مقول القول. {وَلا:} الواو: حرف عطف. لا: ناهية. {تَجْهَرْ:}