للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كبيرا، والأقرب ما حكي عن الخليل-رحمه الله-: أن وزنه شيآء وزان حمراء، فاستثقل وجود همزتين في تقدير الاجتماع، فنقلت الأولى إلى أول الكلمة، فبقيت لفعاء، كما قلبوا أدؤرا، فقالوا: آدر، وشبهه، وجمع الأشياء: أشايا. تأمل، وتدبر.

وأخيرا فالهمزة في الكلميتن (أولم)، (أفلا) للإنكار وهي في نية التأخير عن الواو، والفاء؛ لأنهما حرفا عطف، وكذا تقدم على «ثم» تنبيها على أصالتها في التصدير، نحو قوله تعالى:

{أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ..}. إلخ، وقوله: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ..}. إلخ، وقوله جل شأنه: {أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ..}. إلخ، وأخواتها تتأخر عن حروف العطف، كما هو قياس أجزاء الجملة المعطوفة نحو قوله تعالى: {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللهِ،} وقوله تعالى: {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ} هذا مذهب سيبويه، والجمهور، وخالف جماعة، أولهم الزمخشري، فزعموا: أن الهمزة في الآيات المتقدمة في محلها الأصلي، وأن العطف على جملة مقدرة بينها وبين العاطف، فيقولون: التقدير في: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا..}. إلخ {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً،} {أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ..}. إلخ: أمكثوا فلم يسيروا في الأرض؟ أنهملكم فنضرب عنكم... إلخ؟ أتؤمنون في حياته، فإن مات أو قتل... إلخ ويضعفه ما فيه من التكلف، وأنه غير مطرد في جميع المواضع. انتهى. مغني اللبيب بتصرف.

الإعراب: {أَوَلَمْ:} الهمزة: حرف استفهام توبيخي إنكاري. الواو: حرف استئناف. (لم):

حرف نفي، وقلب، وجزم. {يَرَ:} مضارع مجزوم ب‍: (لم) وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، وهو الألف، والفتحة قبلها دليل عليها. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل، وجملة: {كَفَرُوا} مع المتعلق المحذوف صلة الموصول لا محل لها. {أَنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {السَّماواتِ:} اسم {أَنَّ} منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. (الأرض): معطوف على ما قبله. {كانَتا:} ماض ناقص، والتاء للتأنيث، وحركت بالفتحة لالتقائها ساكنة مع ألف الاثنين التي هي اسمها. {رَتْقاً:} خبر (كان) ولم يثن؛ لأنه مصدر، وجملة: {كانَتا رَتْقاً} في محل رفع خبر {أَنَّ} و {أَنَّ} واسمها، وخبرها في تأويل مصدر في محل نصب مفعول به.

{فَفَتَقْناهُما:} فعل، وفاعل، ومفعول به، والميم والألف حرفان دالان على التثنية، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل رفع مثلها، والجملة الفعلية: {أَوَلَمْ يَرَ..}.

إلخ مستأنفة لا محل لها. (جعلنا): فعل، وفاعل. {مِنَ الْماءِ:} متعلقان بالفعل قبلهما على أنه بمعنى: خلقنا، أو هما متعلقان بمحذوف حال من {كُلَّ شَيْءٍ} كان صفة له... إلخ على مثال ما رأيت في الآية رقم [٢٤] هذا؛ وعلى اعتبار الفعل بمعنى التحويل فالجار والمجرور مفعول ثان تقدم على الأول وهو {كُلَّ،} و {كُلَّ} مضاف، و {شَيْءٍ} مضاف إليه. {حَيٍّ:} صفة

<<  <  ج: ص:  >  >>