للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الديان. هذا؛ و «الشكر»: صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه فيما خلق لأجله. وفعله يتعدى بنفسه، وبحرف الجر، تقول: شكرته، وشكرت له، كما نصحته، ونصحت له.

هذا؛ والترجي في هذه الآية وأمثالها، إنما هو بحسب عقول البشر؛ لأن الله تعالى لا يحصل منه ترج، ورجاء لعباده. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

الإعراب: {وَالْبُدْنَ:} الواو: حرف استئناف. (البدن): مفعول به لفعل محذوف يفسره المذكور بعده، ويقرأ بالرفع على أنه مبتدأ. {جَعَلْناها:} فعل، وفاعل، ومفعول به، والجملة الفعلية مفسرة على نصب (البدن) وفي محل رفع خبره على رفعه، والكلام مستأنف على الاعتبارين لا محل له. {لَكُمْ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {مِنْ شَعائِرِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، وهما مفعوله الثاني في المعنى، و {شَعائِرِ} مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه. {لَكُمْ:} متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {فِيها:} متعلقان بمحذوف خبر ثان، أو بالخبر المحذوف، أو بمحذوف حال من الضمير المستتر في الخبر المحذوف. {خَيْرٌ:} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية في محل نصب حال من الضمير المنصوب، أو من {شَعائِرِ اللهِ،} والرابط: الضمير فقط، وأجيز اعتبارها مستأنفة لا محل لها. {فَاذْكُرُوا:} الفاء: هي الفصيحة، وانظر الآية رقم [٣٠]. (اذكروا): أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، وانظر إعراب (اشربي) في الآية رقم [٢٦] من سورة (مريم) عليهاالسّلام، {اِسْمَ:} مفعول به، وهو مضاف، و {اللهِ:} مضاف إليه. {عَلَيْها:} متعلقان بالفعل قبلهما، وجملة: {فَاذْكُرُوا..}. إلخ لا محل لها على جميع الوجوه المعتبرة في الفاء.

{صَوافَّ:} حال من الهاء في (عليها) فهو منصوب، ولم ينصرف؛ لأنه على وزن: فواعل، وهي صيغة منتهى الجموع، وهي علة تقوم مقام علتين من موانع الصرف. هذا؛ ويقرأ: «(صوافن)» على أنّ واحده: صافن، ويقرأ: «(صوافي)» أي: خوالص لله تعالى، ويقرأ: «(صواف)» بكسر الفاء وتنوينها مخففة، وهي بمعنى التي قبلها، لكن حذفت الياء تخفيفا على غير قياس على لغة من يسكن الياء مطلقا، كقولهم: أعط القوس باريها، قال مجنون ليلى: [الطويل]

ولو أنّ واش باليمامة داره... وداري بأعلى حضرموت اهتدى ليا

وهذا هو الشاهد، رقم [٥٣٨] من كتابنا فتح القريب المجيب. والقراءة بالتسكين شاذة، لكن ذكرتها؛ لأن المفسرين ذكروها. {فَإِذا:} الفاء: حرف استئناف. (إذا): انظر الآية السابقة {وَجَبَتْ:} ماض، والتاء للتأنيث. {جُنُوبُها:} فاعله، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة (إذا) إليها. {فَكُلُوا:} الفاء: واقعة في جواب (إذا). (كلوا): أمر، وفاعله، {مِنْها:} متعلقان بالفعل قبلهما، وهما مفعوله في المعنى، وجملة: (كلوا منها) جواب (إذا) لا محل لها، و (إذا) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له، وجملة: (أطعموا القانع والمعتر) معطوفة على جواب (إذا) لا محل لها مثله. {كَذلِكَ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق محذوف عامله ما بعده، التقدير: سخرناها لكم تسخيرا كائنا مثل وصفنا إياها فيما

<<  <  ج: ص:  >  >>