للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَالَّذِينَ:} الواو: واو الحال. ({الَّذِينَ}): اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ، وجملة: {آمَنُوا} مع المتعلّق المحذوف صلته. {أَشَدُّ:} خبره، ومتعلقه-وهو المفضل عليه- محذوف، تقديره: منهم، وفاعله مستتر فيه، والجملة الاسمية في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط: الواو والضمير المحذوف مع جارّه، وهو: «منهم».

{وَلَوْ:} الواو: واو الاعتراض، أو حرف استئناف. ({لَوْ}): حرف لما كان سيقع لوقوع غيره. {يَرَى:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر.

{الَّذِينَ:} فاعله. {ظَلَمُوا:} فعل وفاعل، ومفعوله محذوف، التقدير: أنفسهم، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محلّ لها، والجملة الفعلية {يَرَى الَّذِينَ..}. إلخ لا محل لها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي، وجواب ({لَوْ}) محذوف. انظر تقديره في الشرح. وأقول هنا: يقدر بعد انتهاء الآية؛ أي: لما اتخذوا من دون الله أندادا، أو: لعلموا أنّ الأصنام لا تضرّ، ولا تنفع.

هذا؛ وعلى قراءة الفعل: («ترى») بالتاء خطابا للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أو لكلّ من يتأتّى منه الرؤية، فيكون الفاعل مستترا تقديره «أنت» و {الَّذِينَ} مفعول به، ويكتفى به؛ لأنه بمعنى: تبصر.

{إِذْ:} ظرف لما يستقبل من الزمان؛ لأنه بمعنى «إذا» هنا، كما رأيت في الشرح، مبني على السكون في محل نصب متعلق بالفعل: {يَرَى}. {يَرَوْنَ:} فعل مضارع مرفوع والواو فاعله.

{الْعَذابَ:} مفعول به، والجملة الفعلية في محلّ جرّ بإضافة: {إِذْ} لها. {أَنَّ} حرف مشبه بالفعل. {الْقُوَّةَ:} اسمه. {لِلّهِ:} متعلقان بمحذوف خبره. {جَمِيعاً:} حال من الضمير المستتر في الخبر المحذوف، و {أَنَّ} واسمها، وخبرها في تأويل مصدر في محل نصب سدّ مسدّ مفعولي: {يَرَى}. وانظر ما قدّمته من أنّ المصدر المؤوّل يقع بعد جواب «لو» المحذوفة، فيكون في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعوله، وعليه يكون مفعول {يَرَى} محذوفا، وأما على قراءة:

(«ترى») بالتاء فالمصدر المؤول في محل جر بحرف جر محذوف، التقدير: لأنّ القوة... إلخ، وقال القرطبي: في موضع نصب مفعول لأجله، وأنشد سيبويه قول حاتم الطائي-وهو الشّاهد رقم [٣٤٦] من كتابنا: «فتح ربّ البرية» -: [الطويل]

وأغفر عوراء الكريم ادّخاره... وأعرض عن شتم اللّئيم تكرّما

هذا؛ وقد قرئ بكسر همزة («إن»)، وعليه فالجملة اسمية، وهي في محل نصب مقول القول لقول محذوف يقع جوابا ل‍ ({لَوْ})، التقدير: لقالوا: إنّ القوة... إلخ، وإعراب ما بعدها مثلها على قراءتي كسر الهمزة، وفتحها، و {شَدِيدُ} مضاف، و {الْعَذابَ:} مضاف إليه من إضافة الصّفة المشبهة لفاعلها.

<<  <  ج: ص:  >  >>