للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله عنهما-أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة، والعشيّ، إن كان من أهل الجنّة؛ فمن أهل الجنّة، وإن كان من أهل النار؛ فمن أهل النّار، فيقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله إلى يوم القيامة». رواه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي.

وعن أبي هريرة-رضي الله عنه-قال: خرجنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في جنازة، فجلس إلى قبر منها فقال: «ما يأتي على هذا القبر يوم إلاّ وهو ينادي بصوت ذلق طلق: يا بن آدم نسيتني ألم تعلم أنّي بيت الواحدة، وبيت الغربة، وبيت الوحشة، وبيت الدود، وبيت الضّيق إلاّ من وسّعني الله عليه». ثم قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «القبر إمّا روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النّار».

{إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ:} لم يرد أنهم يرجعون يوم البعث إلى الدنيا، وإنما هو إقناط كلّي لما علم أن لا رجوع بعد البعث إلا إلى الآخرة.

أما {كَلِمَةٌ} ففيها ثلاث لغات: الأولى كلمة على وزن نبقة، وهي الفصحى، ولغة أهل الحجاز، وبها نطق القرآن الكريم في آيات كثيرة، وجمعها: كلم كنبق، والثانية: كلمة على وزن سدرة، والثالثة: كلمة على وزن: تمرة، وهما لغتا تميم، وجمع الأولى: كلم، كسدر، وجمع الثانية: كلم، كتمر، وكذلك كل ما كان على وزن فعل، نحو: كبد، وكتف، فإنه يجوز فيه اللغات الثلاث، فإن كان الوسط حرف حلق جاز فيه لغة رابعة، وهي إتباع الأول للثاني في الكسر، نحو فخذ، وشهد، وهي في الأصل قول مفرد، مثل: محمد، وقام، وقعد، وفي، ولن، وقد تطلق على الجمل المفيدة كما في هذه الآية التي نحن بصدد شرحها، وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم:

«أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد: [الطويل]

ألا كلّ شيء-ما خلا الله-باطل... وكلّ نعيم لا محالة زائل»

المراد ب‍: «كلمة» الشطر الأول بكامله، وتقول: قال فلان: كلمة، والمراد بها كلام كثير، وهو شائع، ومستعمل عربية في القديم، والحديث، وانظر شرح الكلام في الآية رقم [١٠٨] الآتية.

الإعراب: {حَتّى:} حرف ابتداء. {إِذا:} انظر الآية رقم [٧٨]. {جاءَ:} ماض.

{أَحَدَهُمُ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة. {الْمَوْتُ:} فاعل، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {إِذا} إليها على القول المشهور المرجوح. {قالَ:} ماض، وفاعله يعود إلى {أَحَدَهُمُ}. {رَبِّ:} منادى حذف منه أداة النداء منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة للتخفيف، وفيه أوجه أخر انظرها بإعراب {يا قَوْمِ} في الآية رقم [٢٣]. {اِرْجِعُونِ:} فعل دعاء مبني على حذف النون، والواو فاعله، والنون للوقاية، وياء المتكلم المحذوفة المدلول عليها بالكسرة مفعول به، والجملة الفعلية مع الجملة الندائية كلتاهما في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ..}. إلخ جواب: {إِذا} لا محل لها، و {إِذا}

<<  <  ج: ص:  >  >>