للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انتهى... من السيرة الحلبية. وابن المقري-رحمه الله تعالى-من علماء الشافعية القدامى.

هذا؛ وفي الآية دليل، بل وحث كبير على أن من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها؛ فليأت الذي هو خير، وليكفر عن يمينه. كيف لا؟ وقد قال النبي صلّى الله عليه وسلّم لابن سمرة: «إذا حلفت على يمين، فرأيت غيرها خيرا منها، فائت الذي هو خير، وكفّر عن يمينك». ويروى الحديث أيضا بلفظ الغيبة، وكلاهما في الصحيح. هذا؛ وقد ذكرت لك أن آية البقرة رقم [٢٢٣] نزلت في أبي بكر-رضي الله عنه-وهي: {وَلا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا..}. إلخ.

الإعراب: {وَلا:} الواو: حرف استئناف. (لا): ناهية جازمة. {يَأْتَلِ:} مضارع مجزوم ب‍: (لا) الناهية، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، وهو الياء، والكسرة قبلها دليل عليها. {أُولُوا:} فاعله مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وحذفت النون للإضافة، و {أُولُوا} مضاف، و {الْفَضْلِ:} مضاف إليه. {مِنْكُمْ:}

متعلقان بمحذوف حال من {أُولُوا الْفَضْلِ}. {وَالسَّعَةِ:} معطوف على ما قبله. {أَنْ يُؤْتُوا:}

مضارع منصوب ب‍: {أَنْ} وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق، والمصدر المؤول من المضارع، وناصبه في محل جر بحرف جر محذوف مع «لا» النافية؛ إذ التقدير: على أن لا يؤتوا. ذكره الزجاج، وقال أبو عبيدة: التقدير: في أن يؤتوا. والأول أوضح معنى كما ترى.

{أُولِي:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، و (أولي) مضاف، و {الْقُرْبى:} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف. {وَالْمَساكِينَ وَالْمُهاجِرِينَ:} معطوفان على {أُولِي} وعلامة نصب الأول الفتحة، وعلامة نصب الثاني الياء. تأمل. {فِي سَبِيلِ:} متعلقان بالفعل {يُؤْتُوا} وتعليقهما ب‍: (المهاجرين) جيد، و (سبيل) مضاف، و {اللهِ:} مضاف إليه، وجملة: {وَلا يَأْتَلِ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{وَلْيَعْفُوا:} مضارع مجزوم بلام الأمر، وعلامة جزمه حذف النون... إلخ، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية معطوفة على جملة: {وَلا يَأْتَلِ..}. إلخ لا محل لها، وجملة {وَلْيَصْفَحُوا} معطوفة أيضا لا محل لها. هذا؛ ومتعلق الفعلين محذوف. {أَلا:} حرف عرض، وهو أولى من اعتباره حرف تحضيض. {تُحِبُّونَ:} مضارع، وفاعله، والمصدر المؤول من: {أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ} في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية: {أَلا تُحِبُّونَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها، والجملة الاسمية: {وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} مستأنفة، لا محل لها، أو هي في محل نصب حال من لفظ الجلالة، والرابط: الواو، وإعادة الاسم الكريم بلفظه للتشريف، والتعظيم. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

<<  <  ج: ص:  >  >>