والأرض اليابسة ما عدا البحر. {أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ:} توجّهوا، أي: في الصلاة. {قِبَلَ:} جهة.
{الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ:} انظر الآية رقم [١١٥]. {وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتابِ وَالنَّبِيِّينَ} تقدّم شرح هذه الكلمات مفصّلا في محاله.
{وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ} في مرجع الضّمير قولان: أحدهما: يرجع إلى المال نفسه؛ أي: إنّ المؤتي محتاج إليه، وهو مع ذلك يؤثر غيره به. والثاني: يرجع إلى الله تعالى؛ أي: يؤتي المال على حبّ الله تعالى. ومثل هذه الآية قوله تعالى في سورة (الدّهر): {وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً}.
هذا و {الْمالَ} قال فيه ابن الأثير: وأكثر ما يطلق المال عند العرب على الإبل؛ لأنها كانت أكثر أموالهم، وقال الجوهريّ: ذكر بعضهم: أن المال يؤنث، وأنشد لحسّان-رضي الله عنه-: [البسيط]
المال تزري بأقوام ذوي حسب... وقد تسوّد غير السّيّد المال
وعن المفضل الضّبّيّ: المال عند العرب: الصّامت، والنّاطق، فالصّامت: الذهب، والفضة، والجواهر، والناطق: البعير، والبقرة، والشاة، فإذا قلت عن بدوي: كثر ماله؛ فهو الناطق، وإذا قلت عن حضري: كثر ماله؛ فهو الصّامت. هذا؛ والنّشب: يطلق على المال الثابت، كالضّياع، والدّور، وقد قال عمرو بن معديكرب الزّبيدي-رضي الله عنه-في ذلك-وهو الشاهد رقم [٥٩٧] من كتابنا: «فتح القريب المجيب»، ورقم [٤٨٥] من كتابنا: «فتح رب البرية» -: [البسيط]
أمرتك الخير فافعل ما أمرت به... فقد تركتك ذا مال وذا نشب
{ذَوِي الْقُرْبى:} أصحاب القرابات من جهة الأب، أو الأم. والإنفاق عليهم مع حاجتهم للمال أفضل من الإنفاق على الغرباء؛ لأنه صدقة، وصلة، فعن سليمان بن عامر-رضي الله عنه-عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال:«الصّدقة على المسكين صدقة، وعلى ذوي الرّحم ثنتان: صدقة، وصلة»، أخرجه النّسائي، والترمذي. وفضّل الرسول صلّى الله عليه وسلّم الصدقة على الأقارب على عتق الرّقاب. فقال لميمونة زوجه، وقد أعتقت وليدة:«أما إنّك لو أعطيتها أخوالك؛ كان أعظم لأجرك». وعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أيّما رجل أتاه ابن عمّه، فسأله من فضله، فمنعه؛ منعه الله فضله يوم القيامة». أخرجه الطّبرانيّ، وقال زهير بن أبي سلمى:[الطويل]
ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله... على قومه يستغن عنه ويذمم
{وَالْيَتامى:} انظر الآية رقم [٨٣]. ({الْمَساكِينَ}) جمع مسكين، وهو ممن دخله لا يقوم بكفايته، والفقير أسوأ حالا منه. ({اِبْنَ السَّبِيلِ}): المسافر، والمنقطع في سفره، وأطلق عليه ابن السبيل لملازمته الطّريق. هذا؛ وقد قال تعالى في سورة (الإسراء) رقم [٢٦] ومثلها في سورة (الروم) رقم [٣٨]: {فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ}. هذا؛ واختلف: هل يعطى اليتيم