للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلاة الأبرار الأوّابين». لذا وصف الله التحية ب‍: {طَيِّبَةً} وب‍: {مُبارَكَةً؛} لأنها دعوة مؤمن لمؤمن يرجى بها ما ذكرت.

{كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ:} كرر الله هذه الجملة ثالثة لمزيد التأكيد، وتفخيم أمر الأحكام المختتمة بها، وفصل الأوليين بما هو المقتضي لذلك، وختم هذه بما هو المقصود منه، فقال: {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} أي: تفهمون، فتتدبرون الحق، والخير في الأمور، فتتبعونه، وتهتدون بهديه، وانظر شرح (العقل) في الآية رقم [١٠] من سورة (الأنبياء)، وشرح (النفس) في الآية رقم [٣٥] منها.

الإعراب: {لَيْسَ:} ماض ناقص. {عَلَى الْأَعْمى:} متعلقان بمحذوف خبر {لَيْسَ} تقدم على اسمها، وعلامة الجر كسرة مقدرة على الألف للتعذر. {حَرَجٌ:} اسم {لَيْسَ} مؤخر، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {وَلا:} الواو: حرف عطف. (لا): نافية. {عَلَى الْأَعْرَجِ:}

متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {حَرَجٌ:} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. هذا؛ وجه للإعراب، والوجه الثاني: أن تعطف الجار، والمجرور على مثلهما. و {حَرَجٌ} على مثله، والعامل في الأولين، والمعطوفين عليهما عامل واحد، وهو {لَيْسَ،} وتكون (لا) زائدة لتأكيد النفي، ومثل الآية الكريمة قول الأعور الشني: [المتقارب]

هوّن عليك فإنّ الأمو... ربكفّ الإله مقاديرها

فليس بآتيك منهيّها... ولا قاصر عنك مأمورها

وهذان البيتان هما الشاهد رقم [٢٥٧] من كتابنا فتح القريب المجيب. {وَلا:} الواو:

حرف عطف (لا): زائدة لتأكيد النفي. {عَلى أَنْفُسِكُمْ:} معطوفان على ما تقدم، والكاف في محل جر بالإضافة فيه، وفيما يلي، والميم حرف دال على جماعة الذكور، و «حرج» المعطوف على مثله محذوف، لدلالة ما قبله عليه، وهذا إن كان الكلام مرتبطا ببعضه، وإن كان غير مرتبط بما قبله، فالجملة الاسمية مستأنفة، وهو ما أفاده القرطبي، والخازن، وغيرهما من المفسرين، ويكون الوقف على قوله تعالى: {وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ} تاما، والمصدر المؤول من: {أَنْ تَأْكُلُوا} في محل جر بحرف جر محذوف، التقدير: في الأكل، فالجار والمجرور متعلقان ب‍: «حرج» المحذوف المقدر، أو في محل جر صفة له، وهذا لا يرتضيه سيبويه؛ لأنه لا يجيز حذف الموصوف وبقاء صفته إلا في مواضع معينة معروفة، انظرها في مغني اللبيب باب الحذف، والتقدير، وقيل: المصدر المؤول مبتدأ مؤخر، والجار والمجرور {عَلى أَنْفُسِكُمْ} متعلقان بمحذوف خبر مقدم، وهذا لا يؤيده معنى، ولا يصح إعرابا. {مِنْ بُيُوتِكُمْ:} متعلقان بالفعل قبلهما، وما بعدهما معطوف عليهما، ولا تنس: الإضافة.

<<  <  ج: ص:  >  >>