فعلى الدنيا العفاء. ومر بهدهد فوق شجرة، وقد نصب له صبي فخّا، فقال له سليمان: احذر يا هدهد! فقال: يا نبي الله، هذا صبي لا يعقل، فأنا أسخر به. ثم رجع سليمان، فوجده قد وقع في حبالة الصبي، وهو في يده، فقال: يا هدهد ما هذا؟ قال: ما رأيتها حتى وقعت فيها يا نبي الله! قال: ويحك، فأنت ترى الماء تحت الأرض، أما ترى الفخ، قال: يا نبي الله! إذا نزل القضاء عمي البصر. انتهى. خازن. وقريب منه في الكشاف، والقرطبي.
وقال الحسن قال النبي صلّى الله عليه وسلّم:«الدّيك إذا صاح؛ قال: اذكروا الله يا غافلين». وقال الحسن بن علي-رضي الله عنهما-قال النبي صلّى الله عليه وسلّم:«النسر إذا صاح قال: يا بن آدم عش ما شئت، فآخرك الموت. وإذا صاح العقاب؛ قال: في البعد من الناس الراحة. وإذا صاح القنبر، قال: إلهي العن مبغضي آل محمد. وإذا صاح الخطاف قرأ:{الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ} فيقول: {وَلا الضّالِّينَ} ويمد بها صوته، كما يمد القارئ». انتهى. قرطبي.
وفيه أيضا: وصاحت خطافة عند سليمان-على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام- فقال: أتدرون ما تقول؟ قالوا: لا، قال: إنها تقول: قدموا خيرا تجدوه، فمن ثم نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن قتلها. وقيل: إن آدم خرج من الجنة، فاشتكى إلى الله الوحشة، فآنسه الله تعالى بالخطّاف وألزمها البيوت، فهي لا تفارق بني آدم أنسا لهم. انتهى.
{إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ:} هذا قول وارد على سبيل الشكر، والمحمدة، كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:«أنا سيّد ولد آدم ولا فخر». أي أقول هذا القول شكرا، ولا أقوله فخرا. انتهى.
كشاف.
هذا؛ والطير: اسم جمع مثل: غنم، وخيل. وقيل: بل هو جمع: طائر، مثل: صحب، وصاحب، ويصح إطلاقه على المفرد، والمثنى، والجمع، وجمع الطير: طيور، وأطيار، مثل:
فرخ، وفروخ، وأفراخ. وقال قطرب وأبو عبيدة: الطير قد يقع أيضا على الواحد، كما في قوله تعالى:{فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللهِ} وطائر الإنسان: عمله، الذي قلّده، قال تعالى:{وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ}. والطير أيضا: الاسم من التطير، ومنه قولهم:(لا طير إلاّ طير الله) كما يقال: (لا أمر إلاّ أمر الله). انتهى. مختار.
الإعراب:{وَوَرِثَ:} الواو: حرف عطف، (ورث): فعل ماض. {سُلَيْمانُ:} فاعل.
{داوُدَ:} مفعول به، والجملة الفعلية:{وَوَرِثَ..}. إلخ معطوفة على جملة:{آتَيْنا..}. إلخ لا محل لها مثلها. {وَقالَ:} الواو: حرف عطف. (قال): فعل ماض، والفاعل يعود إلى {سُلَيْمانُ،} تقديره: «هو». (يا): حرف نداء ينوب مناب: أدعو، أو أنادي. (أيها): نكرة مقصودة مبنية على الضم في محل نصب ب (يا)، و (ها): حرف تنبيه لا محل له، وأقحم للتوكيد، وهو عوض من المضاف إليه. {النّاسُ:} بعضهم يعرب هذا؛ وأمثاله نعتا، وبعضهم يعربه بدلا، والقول الفصل: