للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فدعه ولا تنفس عليه الذي ارتأى... وإن مدّ أسباب الحياة له الدّهر

هذا؛ ويجمع شيخ على: شيوخ، وشيوخ، وأشياخ، ومشيخة، وشيخان وشيخة، وجمع الجمع: مشايخ وأشاييخ، وفي مختار الصحاح عدّ من الجمع: مشايخ، ومشيوخاء، والمرأة شيخة، قال عبيد بن الأبرص في وصف فرسه في معلقته: [مخلع البسيط]

باتت على إرم عذوبا... كأنها شيخة رقوب

وقال عبد يغوث بن الحارث، وهذا هو الشاهد رقم (٥٠٣) من كتابنا: «فتح القريب»: [الطويل] وتضحك منّي شيخة عبشميّة... كأن لم ترى قبلي أسيرا يمانيا

هذا؛ وشيّخته دعوته شيخا للتبجيل والتعظيم، وتصغير الشيخ: شييخ (بضم الشين وكسرها) ولا تقل: شويخ. ويطلق الشيخ على الأستاذ، والعالم وكبير القوم، ورئيس الصناعة، وعلى من كان كبيرا في أعين الناس علما، أو فضيلة، أو مقاما، ونحو ذلك، وشيخ النار: كناية عن إبليس، أخزاه الله تعالى.

هذا؛ ولقد اختلف في الشيخ أبي البنتين اختلافا كبيرا، فأكثر المفسرين على: أنه شعيب النبي على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام، وقد اشتهر ذلك اشتهارا عظيما، وأولع به الأدباء وأصحاب السير، وهذا أبو العلاء المعري يقول مادحا رجلا عظيما زفت إليه عروسه: [الخفيف]

كنت موسى وافته بنت شعيب... غير أن ليس فيكما من فقير

وآخرون يذكرون غير ذلك، فقال جماعة: اسم والد المرأتين: يثرون، وإنه ابن أخي شعيب، على نبينا، وعليه ألف صلاة وألف سلام. وقال آخرون: اسمه: يثري، فقد ذكر أبو جعفر الطبري في ذلك ثلاث روايات تنتهي كلها إلى ابن عباس-رضي الله عنهما-، ليس فيها: أنه شعيب، أو ابن أخي شعيب.

وقال آخرون: إن الذي استأجر موسى هو نبي الله شعيب، وهي رواية ذكرها الطبري بسنده إلى قرّة بن خالد عن الحسن البصري، وذكر هذا الحافظ ابن كثير في تفسيره من قول الحسن البصري، وقول الإمام مالك. وقال آخرون: إن صاحب موسى والد المرأتين هو رجل مؤمن من قوم شعيب. وقال آخرون: كان شعيب قبل زمان موسى بمدة طويلة، والله أعلم بحقيقة الحال.

هذا؛ وقد روى البزار وابن أبي حاتم، كلاهما عن عتبة بن المنذر السلمي صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بسند طويل، قال: سئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أي الأجلين قضى موسى؟ قال: «أبرّهما وأوفاهما». ثم قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ موسى لمّا أراد فراق شعيب-عليه السّلام-أمر امرأته أن تسأل أباها أن يعطيها من غنمه ما يعيشون به، فأعطاها ما ولدت غنمه في ذلك العام من قالب لون، قال: فما مرّت شاة إلا ضرب موسى جنبها بعصاه، فولدت قوالب ألوان كلّها، وولدت

<<  <  ج: ص:  >  >>