للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا أنت لم ترحل بزاد من التّقى... ولاقيت بعد الموت من قد تزوّدا

ندمت على أن لا تكون مكانه... وأنّك لم ترصد كما كان أرصدا

انظر الشاهد رقم [٣٩١] من كتابنا: «فتح القريب المجيب»، وانظر حياة الأعشى في كتابنا:

«فتح الكبير المتعال إعراب المعلقات العشر الطوال» تجد ما يسرك، ويثلج صدرك.

{وَاتَّقُونِ} أي: خافوا عقابي، واشتغلوا بطاعتي، وتقواي، وفيه تنبيه على كمال الله جل جلاله. {يا أُولِي الْأَلْبابِ:} يا أصحاب العقول السليمة، والقلوب الفاهمة، وقد خص الله أولي الألباب بالخطاب، وإن كان الأمر يعم جميع الناس؛ لأنهم الذين قامت عليهم الحجّة، وهم العاملون بأوامر الله، المنتهون عن زواجره. وانظر الآية رقم [١٧] فإنه جيد.

الإعراب: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ:} مبتدأ، وخبر، وقال بعضهم: التقدير: الحج حجّ أشهر معلومات، وقيل: التقدير: وقت الحج. {مَعْلُوماتٌ:} صفة {أَشْهُرٌ} والجملة الاسمية مستأنفة، أو مبتدأة لا محل لها. {فَمَنْ:} الفاء: حرف تفريع واستئناف. (من): اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {فَرَضَ:} فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط، والفاعل يعود إلى (من)، {فِيهِنَّ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، والنون حرف دال على جماعة الإناث. {الْحَجُّ:} مفعول به. {فَلا:} الفاء: واقعة في جواب الشرط.

(لا): نافية للجنس تعمل عمل «إنّ». {رَفَثَ:} اسم (لا) مبني على الفتح في محل نصب.

{وَلا:} الواو: حرف عطف. ({لا}): صلة لتأكيد النفي في الموضعين. {فُسُوقَ،} {جِدالَ:}

معطوفان على {رَفَثَ}. {فِي الْحَجِّ:} متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر ({لا}). هذا وجه للإعراب، ويجوز اعتبار ({لا}) عاملة في الثلاثة، والجار والمجرور: {فِي الْحَجِّ} متعلقان بمحذوف خبر الأخيرة، وخبر الأولى والثانية محذوف لدلالة خبر الثالثة عليه. هذا؛ وتقرأ الأسماء الثلاثة بالرّفع، وخرج على وجهين: إهمال ({لا})، وإعمالها، فعلى الإهمال فيه أيضا وجهان: اعتبار الأول مبتدأ، والثاني، والثالث معطوفان عليه، و {فِي الْحَجِّ} متعلقان بمحذوف خبره. والوجه الثاني اعتبار الكل مبتدءات، و {فِي الْحَجِّ} خبر الثالث، وخبر الثاني والأول محذوفان لدلالة الثالث عليهما، كما يجوز اعتبار: {فِي الْحَجِّ:} خبرا للأول، وخبر الثاني، والثالث محذوفان لدلالة خبر الأول عليهما، وعلى إعمال ({لا}) عمل ليس يجوز أيضا جميع الاعتبارات التي ذكرتها في إهمالها، كما قرئ برفع الأولين، وتنوينهما، وفتح الأخير، وعلى هذه القراءة يجوز في الأولين ما ذكرته في وجهي إهمال ({لا}) وإعمالها من الاعتبارات، وتعتبر الأخيرة عاملة عمل «إنّ» والخبر لها، وخبر الأولين محذوف على جميع الاعتبارات، وخذ قول ابن مالك رحمه الله تعالى في ألفيته: [الرجز]

وركّب المفرد فاتحا كلا... حول ولا قوّة والثّان اجعلا

<<  <  ج: ص:  >  >>