وغير لازم، وله شروط: أن يكون مضارعا ناقصا من «كان»، وأن يكون مجزوما بالسكون، وأن لا يكون بعده ساكن، وأن لا يتصل به ضمير، كما في الآية الكريمة، وغيرها كثير، وهو وارد في الكلام العربي شعرا، ونثرا، ولا تحذف النون عند فقد أحد الشروط، إلا في ضرورة الشعر، كما في قول الشاعر:[الطويل] إذا لم تك الحاجات من همّة الفتى... فليس بمغن عنك عقد الرّتائم
وقول الخنجر بن صخر الأسدي:[الطويل] فإن لم تك المرآة أبدت وسامة... فقد أبدت المرآة جبهة ضيغم
هذا؛ وقرئ شاذا قوله تعالى في سورة (البينة): (لم يك الذين كفروا من أهل الكتاب...) إلخ، ولم تحذف النون في قول أبي الأسود الدؤلي-رحمه الله تعالى-؛ لجريانه على القاعدة:[الطويل] دع الخمر تشربها الغواة فإنّني... رأيت أخاها مجزئا بمكانها
فإلاّ يكنها، أو تكنه فإنّه... أخوها غذته أمّه بلبانها
الإعراب:{يا بُنَيَّ:} انظر الآية رقم [١٣]. {إِنَّها:} حرف مشبه بالفعل، و (ها): اسمها.
{إِنْ:} حرف شرط جازم. {تَكُ:} فعل مضارع ناقص، فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه السكون على النون المحذوفة للتخفيف، واسمه محذوف، كما رأيت في الشرح. {مِثْقالَ:}
خبر:{تَكُ،} وعلى قراءته بالرفع فهو فاعل، والفعل {تَكُ} تام، اكتفى به، وعلى الاعتبارين فالجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي، و {مِثْقالَ:}
{حَبَّةٍ}. {فَتَكُنْ:} الفاء: حرف عطف. (تكن): فعل مضارع ناقص معطوف على (تك) مجزوم مثله، واسمه، أو فاعله مستتر تقديره:«هي» يعود إلى: {حَبَّةٍ}. {فِي صَخْرَةٍ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل: (تكن) على تمامه، وبمحذوف خبره على نقصانه، وما بعدهما معطوفان عليهما ب:{أَوْ} العاطفة. {يَأْتِ:} فعل مضارع جواب الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، وهو الياء، والكسرة قبلها دليل عليها. {بِهَا:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {اللهُ:} فاعل {يَأْتِ،} والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جملة جواب الشرط، ولم تقترن بالفاء، ولا ب «إذا» الفجائية، و {إِنْ} ومدخولها في محل رفع خبر {إِنْ،} والجملة الاسمية: {إِنَّها..}. إلخ مع الجملة الندائية قبلها كلتاهما في محل نصب مقول القول؛ لأنهما من مقول لقمان لابنه. {إِنْ:} حرف مشبه بالفعل. {اللهُ:} اسمها. {لَطِيفٌ خَبِيرٌ:} خبران لها، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول أيضا، وهي معترضة؛ إن كانت من قول الله تعالى.