وبمعنى:«حضر» أو «وجد» وترد للتأكيد، وهي الزائدة، وهي هنا بمعنى الاستمرار، فليست على بابها من المضي، وإن المعنى: كان، ولم يزل كائنا إلى يوم القيامة، وإلى أبد الآبدين في الدنيا والآخرة.
هذا؛ والنبي يقرأ بالهمز وبدونه كما رأيت، وهو مأخوذ من النبأ، وهو الخبر. وقيل: بل هو مأخوذ من النّبوة، وهي الارتفاع لأن رتبة النبي ارتفعت عن رتب الخلق. هذا؛ والنبي غير الرسول بدليل عطفه عليه في قوله تعالى في سورة (الحج) رقم [٥٢]: {وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ..}. إلخ. وقيل: هو أعم منه؛ لأن كل رسول نبي، وليس كل نبي رسولا، أما تعريفهما فالرسول: ذكر حر من بني آدم، سليم عن منفر طبعا، أوحي إليه بشرع يعمل به، ويؤمر بتبليغه، فإن لم يؤمر بالتبليغ؛ فهو نبي، وليس رسولا، فنبينا صلّى الله عليه وسلّم صار نبيا بنزول سورة اقرأ عليه، وبعد ستة أشهر من نزولها صار رسولا بنزول سورة (المدثر) عليه.
هذا؛ ويروى: أن أبا ذر-رضي الله عنه-سأل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن عدد الأنبياء، فقال:«مائة ألف، وأربعة وعشرون ألفا». قال: كم عدد الرسل منهم؟ قال:«ثلاثمائة وثلاثة عشر، أولهم آدم، وآخرهم نبيكم محمد عليه السّلام». أخرجه الإمام أحمد، وفي بعض ألفاظه اختلاف بسيط. هذا؛ وأربعة منهم من العرب: هم: هود، وصالح، وشعيب، ومحمد صلّى الله عليه وسلّم. وإسماعيل مستعرب لسكناه مكة مع قبيلة جرهم، وتزوجه منهم بامرأتين. والمذكور من الرسل في القرآن بأسمائهم خمسة وعشرون، ومعرفتهم بأسمائهم واجبة على كل مسلم ومسلمة من المكلفين، وأعني بمعرفتهم: أنه لو عرض اسم رسول على مسلم، فيجب عليه أن يعرف: أهو من المرسلين أم لا؟ هذا؛ وقد قال الله تعالى لنبيه صلّى الله عليه وسلّم في سورة (النساء) رقم [١٦٤]: {وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ،} وقال تعالى في سورة (غافر) رقم [٧٨]: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ}.
هذا؛ وقد ذكر في آيات (الأنعام) رقم [٨٣] وما بعدها ثمانية عشر رسولا بأسمائهم من غير ترتيب لا بحسب الزمان، ولا بحسب الفضل؛ لأن الواو العاطفة لا تقتضي الترتيب، وبقي سبعة لم يذكروا في سورة (الأنعام) وقد ذكروا في غيرها، وهم: إدريس، وشعيب، وصالح، وهود، وذو الكفل، وهو ابن أيوب؛ الذي ذكر في سورة (الأنبياء)، ومحمد صلّى الله عليهم جميعا وسلم، فهؤلاء الخمسة والعشرون رسولا هم الذين يجب الإيمان بهم، ومعرفتهم تفصيلا، وقد نظموا في قول بعضهم:[البسيط] حتم على كلّ ذي التّكليف معرفة... بأنبياء على التّفصيل قد علموا
في تلك حجّتنا منهم ثمانية... من بعد عشر، ويبقى سبعة، وهمو
إدريس هود شعيب صالح وكذا... ذو الكفل آدم بالمختار قد ختموا