للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهي لا تحتجب عنه فمن كان يمنعه منها، وكيف يقدّم إنسان امرأة لشخص وهي بكر حتى إذا تزوجها وصارت ثيبا؛ رغب فيها. انتهى.

ولكن الحق: أن هذا الزواج كان امتحانا في أوله لزينب وأخيها؛ حيث أكرها على قبول زيد، وفي النهاية كان امتحانا قاسيا للنبي صلّى الله عليه وسلّم حيث يؤمر به، ويعلم نهايته، وزينب تحت مولاه زيد. والحكمة هي ما ذكرته من إبطال عادة التبني، وهكذا تبطل مزاعم المفترين على عصمة الرسول صلّى الله عليه وسلّم. والله ولي التوفيق.

الإعراب: {وَإِذْ:} الواو: حرف استئناف. وقيل: حرف عطف. (إذ): ظرف لما مضى من الزمان مبني على السكون في محل نصب مفعول به لفعل محذوف، تقديره: اذكر وقت... إلخ، وأجيز اعتباره ظرفا لهذا المقدر. {تَقُولُ:} فعل مضارع، والفاعل مستتر، تقديره: «أنت».

{لِلَّذِي:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {أَنْعَمَ:} فعل ماض. {اللهُ:} فاعله.

{عَلَيْهِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها. (أنعمت):

فعل، وفاعل. {عَلَيْهِ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. {أَمْسِكْ:} فعل أمر، وفاعله مستتر فيه، تقديره: أنت. {عَلَيْكَ:}

جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. هذا؛ وقال ابن هشام في مغنيه: في تعليق الجار والمجرور في هذه الآية، وفي قوله تعالى: {فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ} الآية رقم [٢٦٠] من سورة (البقرة)، وفي قوله تعالى: {وَهُزِّي إِلَيْكِ} الآية رقم [٢٥] من سورة (مريم) على نبينا، وعليها ألف صلاة، وألف سلام، وهذا كله يتخرج على التعلق بمحذوف، كما قيل في اللام في سقيا لك، وإما على حذف مضاف، التقدير: أمسك على نفسك زوجك، وذلك؛ لأنه لا يتعدى فعل المضمر المستتر إلى ضميره المتصل إلا في باب: «ظن». وانظر ما ذكرته في الشاهد رقم [٢٥٧] من كتابنا فتح القريب المجيب، تجد ما يسرك، ويثلج صدرك، وجملة: {أَمْسِكْ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة: {تَقُولُ..}. إلخ في محل جر بإضافة (إذ) إليها، وجملة: اذكر وقت... إلخ المقدرة مستأنفة، لا محل لها. {زَوْجَكَ:} مفعول به، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة.

{وَاتَّقِ:} الواو: حرف عطف. (اتق): فعل أمر مبني على حذف حرف العلة من آخره، وهو الياء، والكسرة قبلها دليل عليها، والفاعل مستتر تقديره: «أنت». {اللهُ:} منصوب على التعظيم، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مقول القول مثلها.

{وَتُخْفِي:} الواو: واو الحال. (تخفي): فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل مستتر تقديره: «أنت». {فِي نَفْسِكَ:} متعلقان بما قبلهما، والكاف في محل جر بالإضافة. {مَا:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل نصب مفعول به. {اللهُ:} مبتدأ. {مُبْدِيهِ:} خبره مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه،

<<  <  ج: ص:  >  >>