{لا يَعْزُبُ عَنْهُ:} لا يغيب عن علمه، ويقرأ بضم الزاي، وكسرها. {مِثْقالُ ذَرَّةٍ:} وزن ذرة، وهي النملة الصغيرة، وتقال لكل جزء من أجزاء الهباء المنتشر في الفضاء، وهي لا ترى إلا في ضوء الشمس الداخل إلى مكان مظلم. {وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ} أي: من مثقال ذرة. {وَلا أَكْبَرُ} أي: أكبر منها. {إِلاّ فِي كِتابٍ} أي: في اللوح المحفوظ. {مُبِينٍ} أي: واضح، لا خفاء فيه، وإعلاله مثل إعلال {مُهِينٌ} في الآية رقم [٦] من سورة (لقمان)، وانظر شرح {السّاعَةُ} في الآية رقم [١٤] من سورة (الروم)، وشرح {السَّماواتِ} في الآية رقم [٢٢] منها.
أما {بَلى؛} فهي إثبات لما نفوه من إتيان الساعة قطعا، و {بَلى:} حرف جواب، كنعم، وجير، وأجل، وإي، إلا أنّ {بَلى} جواب لنفي متقدم؛ أي: إبطال، ونقض، وإيجاب له، سواء دخله الاستفهام، أم لا؟ فتكون إيجابا له، نحو قول القائل: ما قام زيد، فتقول: بلى.
أي: قد قام. وقوله: أليس زيد قائما؟ فتقول: بلى؛ أي: هو قائم. قال تعالى:{أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى} قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: لو قالوا: نعم لكفروا. وخذ ما يلي:
قال محمد علي الصابوني: ظل الاعتقاد السائد حتى القرن التاسع عشر: أن الذرة هي أصغر جزء يمكن أن يوجد في عنصر من العناصر، وأنها غير قابلة للتجزئة؛ لأنها الجزء الذي لا يتجزأ، وقد مضت قرون على هذا الاعتقاد، ومنذ عشرات السنين الماضية حول العلماء اهتمامهم إلى مشكلة الذرة، فأمكنهم تجزئتها، وتقسيمها، وقد وجدوا أنها تحتوي على الدقائق الآتية: البروتون، النيترون الإلكترون، وبواسطة هذه التجزئة اخترعوا القنبلة الذرية، والقنبلة الهيدروجينية، ونعوذ بالله من قيام الساعة، ومن شر إبليس اللعين، استمع إلى قوله تعالى عند الإخبار عن الذرة:{وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ..}. إلخ.
فكلمة:{أَصْغَرُ} من الذرة في الآية القرآنية تصريح جلي بإمكان تجزئتها. وفي قوله:
{وَلا فِي السَّماءِ} بيان بأن خواص الذرات في الأرض هي نفس خواص الذرات الموجودة في الشمس، والنجوم، والكواكب فهل درس محمد صلّى الله عليه وسلّم خواصّ الذرة، وأمكنه تجزئتها، والوقوف على خواصها في الأرض، والسماء، إنها لدليل قوي على أن القرآن وحي إلهي.
الإعراب:{وَقالَ:} الواو: حرف استئناف. (قال): ماض. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل، وجملة:{كَفَرُوا} مع المتعلق المحذوف صلة الموصول، لا محل لها. {لا:} نافية. {تَأْتِينَا:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، و (نا): ضمير متصل في محل نصب مفعول به. {السّاعَةُ:} فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول، وجملة:{وَقالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {قُلْ:} فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره:«أنت». {بَلى:} حرف جواب في محل نصب مقول القول. {وَرَبِّي:}
الواو: حرف قسم وجر. (ربي): مقسم به مجرور، وعلامة جره كسرة مقدرة على ما قبل ياء